أوصى المشاركون في اختتام أشغال الندوة الدولية الملتئمة تحت عنوان « موقع النقد المسرحي من الحياة المسرحية اليوم وغدا »، بإنشاء مرصد عربي يعنى بالنقد المسرحي، يكون بمثابة هيئة عربية مختصة في هذا الشأن وتتألف من أكاديميين ونقاد، بالتعاون مع المعاهد والكليات المسرحية والهيئات الإعلامية الثقافية.
وتوكل لهذه الهيئة العربية مهمة إعداد تقرير سنوي عن الإنتاج النقدي، وإعطاء صورة حقيقية عن واقع النقد المسرحي ومستجداته المعرفية والإجرائية تجاه الحياة المسرحية العربية.
كما تمت الدعوة إلى تنظيم دورات تدريبية أو أيام دراسية، من أجل النهوض بالنقد المسرحي عند الشباب على المستوى المعرفي والمنهجي، وذلك بإشراف أكاديميين ونقاد مشهود لهم بالكفاءة والتجربة النقدية.
وشدّد المشاركون في البيان الختامي، الذي تمّت تلاوته ظهر اليوم الثلاثاء بالعاصمة، على إعادة الاعتبار لتدريس مادة النقد المسرحي في المعاهد العليا للفون المسرحية، كجزء لا يتجزء من التكوين النظري لطلاب المسرح، فضلا عن تعزيز الحركة النقدية المسرحية في سياق الوسائط الجديدة كالمواقع الالكترونية، وربطها بالحراك العام للحياة المسرحية في الدول العربية.
وتمّ التأكيد على العمل على مشروع أنطولوجيا النقد المسرحي في مفهومها العام والشامل، من خلال تجميع ما أمكن من المداخلات الفكرية التي تمّ تناولها في الندوات المسرحية الكبرى، لما تمثّله من نموذج للإنتاج الفكري والنقد المسرحي.
وتطرق المتابعون لأشغال الندوة الدولية الملتئمة بالعاصمة أيام 10 و11 و12 ديسمبر الجاري، ضمن الدورة التاسعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية (من 8 إلى 16 ديسمبر 2017)، والتي ضمّت 20 مداخلة علمية، إلى حجم أزمة النقد المسرحي في العالم العربي، وتراجع شروط قيامه كمرافق أساسي للممارسة المسرحية نفسها. وأشاروا إلى أن الممارسة النقدية المسرحية في العالم العربي لا تحظى بالعناية الكافية كجزء لا يتجزأ من حراك النشاط المسرحي رغم أهميتها.