أجمع نقابيون وأطباء على ضرورة إصلاح المنظومة الصحية لتجاوز النقائص الموجودة وذلك على هامش تكريم ثلة من الاطارات الصحية اليوم بعدد من المستشفيات العمومية من قبل الجامعة العامة للصحة المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل وبحضور وزير الصحة بالنيابة سنية بالشيخ.
وقال الكاتب العام بالجامعة العامة للصحة عثمان الجلولي إن قطاع الصحة العمومية أصبح مهددا بالتصحّر نتيجة ارتفاع هجرة الكفاءات إلى بلدان الخليج وأوروبا جراء تدهور البنية التحتية للمستشفيات ونقص التجهيزات والتمويلات اللازمة، مطالبا بإرساء منظومة الحوكمة لتحسين الخدمات وظروف العمل بقطاع الصحة.
كما شدّد على ضرورة حماية الاطارات الطبية والشبه الطبية والعاملين بالمؤسسات الصحية من الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل مواطنين مقترحا تشديد العقوبات في المجلة الجزائية على المعتدين، وطالب في الآن ذاته المتدخلين في قطاع الصحة العمومية بمزيد العمل على تحسين جودة خدمات الاستقبال والعناية بالمرضى.
من جهتها، طالبت الكاتبة العامة للنقابة العامة للأطباء والصيادلة والأطباء الاستشفائيين الجامعيين، أحلام بالحاج، بتحسين موارد وزارة الصحة ضمن مشروع ميزانية الدولة المقترحة لسنة 2020، معتبرة أنها لا ترتقي إلى طموحات العاملين في قطاع الصحة العمومية الذي « يشكو من نقص التمويلات وارتفاع حجم المديونية لدى المستشفيات العمومية مما يكبل تحسين بينتها التحتية وتطوير تجهزياتها والارتقاء بجودة خدماتها ».
وطالبت بالحاج بضرورة الإسراع في مناقشة مشروع قانون حقوق المرضى والمسؤولية الطبية الذي بقي في رفوف البرلمان بعدما تم الشروع في مناقشته قبل أشهر ضمن لجان مجلس نواب الشعب المنتهية ولايته، معتبرة أن هذا القانون من شأنه أن يحفظ حقوق المرضى ويحمي الاطارات الطبية وشبه الطبية العاملة في القطاع.
وشدّد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، بالمناسبة، على الدفاع على مرفق الصحة العمومية وتطوير أدائه وتحسين موارده، مشيدا بالدور الذي لعبته تلك الاطارات في توفير الخدمات العلاجية لفائدة المواطنين بالرغم من قلة الإمكانيات.
وعرّج الطبوبي على عديد النقائص، التي تشكو منها المستشفيات العمومية على غرار طول المواعيد الطبية ونقص الأدوية الحياتية وقلّة التجهيزات وتفشي ظاهرة العنف على الاطارات الصحية، مقرّا في نفس الوقت بوجود عدة إخلالات في المستشفيات داعيا الاطارات الصحية إلى تحمّل مسؤولياتهم تجاه المواطنين وتحسين خدماتهم.
وأقرت وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ وجود الكثير من النقائص في منظومة الصحة العمومية لا سيما فيما يتعلق بمسألة التمويل، مشيرة إلى ضرورة إعادة النظر في تمويل الصحة العمومية وتنويع المداخيل لمجابهة الاحتياجيات الضرورية للقطاع. وذكّرت الوزيرة بعديد الإجراءات التي تم اتخاذها لفائدة قطاع الصحة وتجهيز عدديد المستشفيات بأجهزة طبية متطورة.
وتنتمي الاطارات الصحية التي تم تكريمها اليوم الخميس من قبل الجامعة العامة للصحة المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل إلى العديد من المستشفيات العمومية على غرار مستشفى « الرازي » و »شارل نيكول » و »الرابطة » و »منجي سليم » بالمرسى و »هادي شاكر » بصفاقس و »الحبيب بورقيبة » بصفاقس و »سهلول » بسوسة وغيرها.