أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده أوشكت على تجاوز الأزمة الاقتصادية الصعبة والعابرة التي تمر بها حاليا، حيث جاءت ميزانية عام 2019 لوضع المعالجات الناجعة لتحقيق ذلك، وتعزيز استدامة الاستقرار في كافة ربوع البلاد.
وشدد البشير، في كلمة له اليوم الإثنين بمناسبة الذكرى الثالثة والستين للاستقلال، على أن السودان يمر بظروف اقتصادية ضاغطة أضرت بشريحة واسعة من المجتمع، معربا عن ثقته في تجاوز تلك المرحلة والعودة إلى مسار التنمية الشاملة، مشيرا إلى أن كل مؤسسات الدولة وضعت خارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة باستراتيجية تعتمد على زيادة الإنتاج والإنتاجية.
وقال إن ميزانية 2019 جاءت برؤية جديدة لتحقيق النهضة وتجاوز الأزمات الراهنة بمنهج يعتمد لأول مرة على البرامج والمشاريع لتحقيق الأهداف، وذلك لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين، وإبقاء الدعم على كثير من السلع وزيادة الرواتب ودعم الإنتاج وعدم إضافة أية أعباء ضريبية جديدة، ودعم برامج الرعاية الاجتماعية للفئات الأضعف في خطوة كبيرة لتوجيه الدعم بشكل مباشر لمستحقيه بجانب وضع منظومة جديدة لإنتاج واستيراد وتوزيع السلع الأساسية والأدوية.
وأشار الرئيس السوداني إلى أن بلاده أبرمت من خلال التعامل الثنائي مع بعض الدول شراكات اقتصادية تستهدف زيادة كفاءة الاقتصاد ودعم بنية الإنتاج الوطني، مؤكدا في الوقت نفسه على المضي قدما في منهج تعزيز وتوسيع المشاركة في إدارة الدولة لجميع أطياف الشعب وقواه السياسية والمجتمعية دون إقصاء أو تفرقه، مجددا الدعوة للعمل على التعاون المشترك والتعاهد على نبذ العنف والحروب والصراعات تدعيما للنسيج الاجتماعي والحفاظ عليه على أساس العدالة والمساواة.
ودعا كافة أهل السودان للاتخاذ من الحوار الجاد وسيلة لتجاوز الخلافات، مجددا الالتزام التام بتنفيذ توصيات الحوار الوطني بشقيه السياسي والمجتمعي، مجددا الدعوة للمعارضة بأن يسارعوا بالانضمام إلى وثيقة الحوار الوطني والمشاركة في بناء الوطن وإرساء دعائم الأمن والسلام.
وفيما يتعلق بالانتخابات، قال البشير « ملتزمون بإجراء الانتخابات في 2020 في أجواء حرة ونزيهة »، مضيفا « ندعو كافة القوى السياسية إلى الإعداد الجاد للمشاركة فيها بروح التنافس الوطني تحقيقا للشورى والديمقراطية وتعزيزا لمبدأ التداول السلمي للحكم ».
وأشار إلى أن بلاده تستشرف مرحلة جديده تستلزم توحيد الصف والكلمة وتستدعي التعاون والتوافق بين كافة قطاعات المجتمع السوداني لمجابهة التحديات التي تحيق بالبلاد، مشيرا في الوقت نفسه إلى جهود بلاده لتعزيز السلم والأمن الدوليين في وقت تشهد فيه المنطقة استقطابا حادا وتدخلات غير مسبوقة.
وقال البشير إن السودان استطاع أن يحافظ على علاقات خارجية متوازنة مع كل محيطه الإقليمي والدولي تقوم على مبدأ العدالة والتعاطي الإيجابي مع قضايا المنطقة والحفاظ على المصالح الوطنية والقومية، وساهم بإيجابية في إرساء السلام في محيط جواره وفي القرن الإفريقي خاصة في دول جنوب السودان وإفريقيا الوسطى وليبيا بالتعاون مع آليات الاتحاد الإفريقي بجانب تعزيز العمل العربي المشترك وآليات التضامن العربي والإسلامي.