تمحورت تدخلات النواب بمجلس نواب الشعب، حول تقرير لجنة التنمية الجهوية بخصوص الزيارات الميدانية لولايات الجنوب الشرقي (تطاوين، مدنين وقابس) المعروض للنقاش العام ، اليوم الخميس، في جلسة عامة ممتازة، حول التهميش الذي تعاني منه جل ولايات هذا الاقليم والعراقيل التي تحول دون استكمال المشاريع المعطلة، فضلا عن الوضع البيئي و الصحي المتدهور وغياب مناخ استثماري يشجّع على تحقيق التنمية.
ومن أبرز هذه التدخلات اعتبار الطيب المدني، أنّ التقرير تطرّق خصوصا إلى السلبيات حتى يمكن تفاديها ، مشيرا إلى أنّ ولاية تطاوين تحتل المراتب الاخيرة في مؤشر التنمية (18) وفي مؤشر جاذبية الجهات (20) وأرجع ذلك الى حالة التهميش التي تعيشها الولاية لعدم وجود منوال تنمية يمكن اعتماده رغم ما تزخر به من مخزون طاقي وفلاحي، إلا أن الشرخ الحاصل بين المركزي و الجهوي جعلها تحتل هذه المراتب المتدنية، وفق قوله.
من ناحيته، أبرز النائب ، محمد زريق، معاناة ولايات الجنوب الشرقي من التقهقر التنموي بسبب سياسة التهميش، و خصّ تدخله بولاية قابس التي تشترك مع ولايات الاقليم في البطالة و الفقر والوضع الصحي و البيئي المتدهور، مستدلا بذلك على انتشار البطالة في الجهة إذ يصل عدد العاطلين عن العمل إلى 33 ألف شخص. ودعا النائب إلى تركيز منوال تنموي يقوم على قطاعات الفلاحة و السياحة و الصناعة و اللوجستيك، وإلى تثمين دور الميناء التجاري بقابس.
من جهتها، قالت النائبة، راضية التومي، إن المنوال التنموي الحالي تسبب في استنزاف الموارد المائية بولاية قابس، مشيرة، لدى تطرقها إلى القطاع الصحي، أن الولاية تتوفر على مستشفى جهوي وحيد بموارد بشرية غير قادرة على ادارته بالمستوى المطلوب، على حد قولها، إذ تعاني بعض الاقسام، على غرار أقسام الاشعة و الاطفال والانعاش، من النقص في الاطار الطبي، واقترحت، في هذا الصدد، إنشاء أقسام جامعية بالمستشفى الجهوي، معتبرة أن تحسن المناخ الاستثماري في الجهة مرتبط، إلى حد كبير، بتوفر خدمات صحية جيدة.
واعتبر النائب عماد الدايمي أن المعوقات والاشكاليات في ولايات الجنوب الشرقي متشابهة وهي ناجمة، وفق تقديره، عن سياسات التهميش والاستثناء من المشاريع الكبرى التي عانت منها هذه الجهات، وقال إن فشل السياسات التنموية المعتمدة راجع أساسا إلى غياب مناخ استثماري واضح، مشيرا إلى أن الاشكال هو هيكلي بالاساس، بحسب اعتقاده.
وطالب النائب، محمد الراشدي، من جانبه، باعداد خارطة طريق على جميع المستويات، معتبرا أن وضعية ولايات الجنوب الشرقي لا تعدّ كارثية مقارنة بالجهات الاخرى، على حد قوله، مشيرا إلى ولاية القصرين وخاصة إلى مناطق حاسي الفريد والعيون وفوسانة التي أوضاعا كارثية .
أما النائب عامر العريض فقد أشار، بالخصوص، إلى افتقار ولاية مدنين الى السكك الحديدية، وإلى بقاء مشروع القطار معطلا منذ سنوات، معتبرا ذلك من بين المظالم التي تتعرض لها الولاية. كما أشار إلى افتقار الميناء التجاري بجرجيس الى عدد من التجهيزات المهمة بالرغم من ثقله التجاري .
وتطرق، من جهة أخرى، الى تصنيف عدد من المعتمديات في أدنى سلم التنمية، الا انها تتوفر على بلديات محدثة تفتقر لميزانيات، داعيا وزارة املاك الدولة الى تخصيص جزء من مخزونها العقاري لهذه البلديات حتى تكون قادرة على تحقيق برامجها الانتخابية.