البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

00

القصور الصحراوية بتطاوين : ارث منسي مهدد بالزوال

تحقيق: سعيد عكروت صحفي بإذاعة تطاوين 

222

 

مثلت القصور الصحراوية تاريخيا القلب النابض للجنوب التونسي وتحديدا « تطاوين » فكانت مركزا إنسانيا تشابه فيه نمط العيش والمعمار وتشابهت فيه أيضا قصص الصمود والاندثارلقصور مازالت تعاني ويلات الترك والإهمال.

قصص تحكي مخاطر الاندثار

  • قصر أولاد سلطان يتهاوى أمام أعين الجميع

1

أكثر من سنة مضت على انهيار جزء من قصر أولاد سلطان الشهير  الذي انشأ وفق مؤرخين أوائل القرن العاشر هجري، وطبعت صورته على العملة التونسية كرمز من رموز التراث الوطني، يبعد القصر الذي تهاوى جزء منه عن مركز مدينة تطاوين بحوالي 20 كلم، قامت المصالح الجهوية للمعهد الوطني للتراث أواخر سنة 2017 بإعداد الملف الفني لما يتطلبه ترميم الجزء المنهار من القصر و راسلت المصالح المركزية للمعهد الوطني للتراث ووزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين الذي عاين بدوره  الجزء المنهار خلال زيارة انتظمت في مارس الفارط بمناسبة مهرجان القصور الصحراوية غير أن الأمر بقي كما هو عليه.. حطام عطل دورة ثقافية، تراثية وسياحية كان القصر نواتها.

بعد أكثر من عام على الحادثة زرنا قصر أولاد سلطان للوقوف علىما تركه الأجداد، وجدنا ركام جزء من القصر لم يمسسه أحد كأنما هول المشهد لا يعني احد هنا،  غير شاب ألقيناه هناك يحمل من الأسماء اسم فتحي ومن الألقاب لقب السلطاني نسبة للقصر .

فتحي السلطاني فنان تشكيلي في مقتبل العمر متزوج ويسكن المنطقة اتخذ غرفة من القصر لتكون ورشة للوحاته التشكيلة وبوابة لحلمه الذي أراده أن يشع انطلاقا من القصر.. هي أخر ما بقي في القصر من معاقل صمود من أجل البقاء… بقاء يتهدده شبح الانهيار، يقول فتحي إن هاجس سقوط سقف الورشة التي اتخذها وطنا له ولطموحاته يراوده أينما هم بالعمل، فمشهد سقوط جزء من القصر لم يغادر ذاكرته إلى الآن…

لا احد هنا يهتم بهذا المعلم فالكل يحل هنا من اجل التقاط صور تذكارية و يتخذ أدراج العودة بلا رجعة، لا سياحة لا ثقافة ولا تظاهرات .. لقد الغي كل شي في هذا القصر بسبب مخاطر السقوط التي أدركته.

  •  شنني جوهرة الجنوب تعاني الموت البطيء:

2

شنني القلعة البربرية أو أشني باللغة الامازيغية هي جزء من جوهرة الجنوب  » تطاوين » بجبالها وقصورها وصحرائها كما وصفها مؤخرا وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي، يعيش إلى الآن في القرية الجبلية المهددة أكثر من 100 عائلة لا يزال معظم أفرادها يتكلمون اللغة الامازيغية محافظين بذلك على خصوصية عيش تتفرد به المنطقة مسكنا ومأكلا ولغة.

عائلات تسكن قمم الجبال في غرف محفورة في الجبل توارثوها عن الأجداد. زرنا القرية بحثا عن خبايا ما يتهددها من مخاطر..  » شنني تعاني الموت البطيء  » هذا هو أول ما نطق به علي نافع شاب يافع، ثلاثيني العمر، أصيل المنطقة أصر أن يبقى هنا ليعيش في القرية رغم خطر الرطوبة الذي يتهدد الجميع .. الإنسان، التراث، التاريخ، الحاضر والأتي. رطوبة قد توهي بتاريخ الأجداد بلا عودة بفعل الزمان وما فعلته يد الإنسان… مياه الصرف الصحي العشوائي و خزان المياه أعلى الجبل هي سبب البلاء يقول علي، فانعدام شبكة عصرية للصرف الصحي يضطر الغالبية هنا سكانا ومستثمرين لاستعمال طرق بدائية في صرف المياه المستعملة وهو ما عجل بتضرر عدد من الغرف الجبلية نتيجة تسرب المياه أسفل التربة لتصل إلى المساكن العمودية المحفورة في الجبل ما قد ينذر بخراب آت.

دار عائلة مساهل أو كما يسميها المتساكنون هنا حوش عائلة مساهل هي أبرز دليل على ما خلفته مياه الصرف الصحي من دمار طال أجزاء من هذا المعلم التاريخي.. غرف جبلية متهاوية تقطر بمياه مستعملة، روائح كريهة وخراب عم المكان. حدثنا علي عن قصص مشابهة تجاوزت العشرين وكله خشية من أن يرى يوما منزله الجبلي يلاقي نفس المصير، تماما هو الحال كالذي وقع مع الحاج محمد التميمي الذي تكلم بحرقة عن غرفه الجبلية التي أصابها داء الانهيار والتلف جراء نفس السبب ما جعلها خاوية على عروشها لا تصلح لشيء.

  • ضرورة فك العزلة عن قصر قطوفة القديم:

3

إن الزائر لقطوفة أو تقطوفة أو قطوفة البلد عليه أن يقرا ألف حساب قبل الذهاب إلى هناك، قصر جبلي معزوللا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن مركز مدينة تطاوين، لا طريق معبد ولا مسالك مهيأة تقودك إلى قمة القصر الأيل للاندثار ، قصر انشأخلال القرن الخامس هجري ولازالت إلى اليوم  أنقاضه شاهدة على ثراء الموروث الحضاري لهذه الجهة.

لم يكن بلوغ قمة الجبل والوقوف على أطلال هذا المعلم أمر سهلا البتة، اتفقنا مع عدد من أعضاء جمعية إحياء التراث بقطوفة لزيارة هذا المعلم الأثري، العم العيد والعم المهدي الذين يعتبران أن العائق الأول ومفتاح صون هذا المعلم وترميمه هو فك العزلة عنه وتذليل صعوبة الوصول إليه مطالبين بضرورة إنشاء طريق سهلة تمكن الزائر من الولوج إليه.

 في طريقنا إلى أعلى القصر الجبلي اعترضننا أثار الإهمال والترك، مقابر قديمة تعود لقرون نبشت قبورها وبعثرت عظام موتاها بحثا عن الكنوز يقول العم العيد.

الترميم العشوائي يطال جامع قطوفة القديم

وصلنا القصر بعناء كبير وجلنا في أروقته المنهارة إلى أن حللنا بجامع العزامنةالذي كتب عنه الدكتور علي الثابتي  في رسالته للدكتوراه  » العمارة بجبل دمر في العهدين الوسيط والحديث  » إذا كان تأريخ الكاتب الفرنسي أندري لويس في كتابه  » Tunisie du sud Ksars et villages de crêtes  » للجامع إنطاقا من المنارة يكون أواخر القرن الخامس هجري فإن الجامع من الأكيد أنه بني قبل ذلك أي بداية نفس القرن أو ربّما نهاية القرن الرابع هجري إذ يذكر الأستاذ محمد حسن أنّ  » قصر قطّوفت من أهم القصور السكنية بجبل دمّر الذي إسـتـوطنه من بنو قطّوفـت الوارد ذكرهـم في المصادر مـنذ القرن الرابع هجري/ العاشر ميلادي.

اليوم وبعد أكثر من 10 قرون على إنشاء هذا المعلم غابت الدولة وحضر نشطاء المجتمع المدني الذين بادروا بإطلاق صيحة فزع ولفت أنظار سلطة غائبة  من خلال الانطلاق في محاولة ترميم جامع العزامنة ولو بصفةغير مطابقة لمواصفات الترميم في رسالة منهم لإطلاق صفارة إنذار من اجل ترميم هذا المعلم الذي ترك وحيدايصارع البقاء.

لم يقتصر الأمر على العم العيد والعم مهدي ورفاقهم في جمعية إحياء التراث بقطوفة،وليد القطوفي ناشط في المجتمع المدني مهتم بتراث الجهة،أصيل المنطقة ويحمل لقب القبيلة  « قطوفة « .. يسكن  » تطاوين «   ويزور منطقة  قطوفة  من حين لأخر لأسباب مختلفة من بينها الوقوف على ما تركه الأجداد .. التقينا به في أحد مقاهي الجهةفكانت أولى كلماته: هو مصدر فخر لنا يحكي إرث وتاريخ منطقة وقبيلة.

يسعى وليد لإطلاق مبادرة شبابية من اجل حث الدولة على التحرك سريعا لترميم القصور الصحراوية المتداعية التي تنبؤ بان يصبح تاريخ الجهة رمادا منثورا عوض أن يكون مكونا حضارياودعامة أساسية في التنمية بمختلف أشكالها… يقول « القطوفي » كما يحلو لبعض أصدقائه مناداته إذا كان هذا القصر لا يعني شيئا للدولة فانه يعني لنا الكثير.

  • هدم قصر ذهيبة النقطة السوداء في تاريخ القصور

4

يذكر الباحث محمد بوزرارة في كتابه التخوم التونسية الليبية عبر التاريخ في الصفحة 132 أن قصر ذهيبة القديم الذي تم هدمه انشأ بحسب مؤرخين في العهد العثماني تقريبا منذ أربعة قرون غير أن يد الجهل كما وصفها بوزرارة امتدت إليه في ستينات القرن الماضي واردته أنقاضا  حيث عمد أعيان البلدة بمعية السلطة المحلية آنذاك إلى تزكية قرار الهدم بحجة أن هذا المعلم من مخلفات المستعمر الفرنسي فقام في ما بعد بعض أهالي البلدة باستغلال الحجارة التي كان قد بني بها لبناء مساكنهم .. وقد شمل الهدم في تلك الفترة وفق ما حدثنا الباحث محمد بوزرارة قصور التوازين بمدنين وبعض قصور منطقة بني خداش..

لم يبق اليوم من ذكرى قصر ذهيبة القديم سوى مشهد الهدم  في مخيال من عاصر الحداثة التي لم تبقي سوى الخراب الذي اجتث تاريخا مر من هنا منذ أربعة قرون  ليقف اليوم أبناء المدينة على أطلال بطحاء  كانت تحمل شاهدا من شواهد تعمير الإنسان في هذه الربوع.

 القصور تعاني ويلات الترك والإهمال:

  • لا قائمة رسمية للقصور الصحراوية إلى الآن:

من الغريب أن لا تجد أثرا للقصور الصحراوية ضمن قائمة المعالم المرتبة والمحمية بالبلاد التونسية ، بحثنا طويلا وكان أول ما اطلعنا عليه وثيقة صادرة عن قسم الهندسة المعمارية بالمعهد الوطني للتراث منشورة على موقع وزارة الثقافة تضم خارطة المعالم الأثرية حسب الولايات ، اتجهنا رأسا لقائمة ولاية تطاوين فلم نجد سوى  ست مواقع رومانية فقط تم إدراجها في فترة الاستعمار الفرنسي حيث لا أثر لقصور تطاوين ضمن هذه القائمة.

طال بحثنا بين رفوف المكتبات والوثائق والمواقع الرسمية للمصالح المعنية ولم نجد أي وثيقة رسمية تقودنا إلى قائمة تحصي وتضبط القصور الصحراوية بجهة الجنوب الشرقي… لم نعثر سوى على قائمتين وحيدتين يتيمتين بكتابين باللغة الفرنسية عنوانها :

  • les ksour Tunisien :Atlas illustré d un patrimoine culturel  للأستاذين: Herbert Popp & Abdelfattah Kassah
  • Le monde des Ksours du sud Tunisien  للكاتب عبد الصمد زايد

وبالتالي لم نعثر على أي مرجع باللغة العربية يحصي قصور الجنوب التونسي.

وفي رده على تساؤلنا عن سبب عدم إحصاء القصور و ترسيمها ضمن قائمة رسمية  ذكر المشرف الجهوي للمعهد الوطني للتراث بتطاوين الدكتور على الثابتي أن السبب يعود أساسا لعدم تسجيل أي موقع اثري يعود إلى الفترة الوسيطة ضمن المواقع الأثرية المبوبة وبالتالي لا أثر للقصور الصحراوية على الخارطة الأثرية للبلاد التونسية .

  • ثغرات قانونية تعطل عمليات الترميم

توقفت عمليات ترميم القصور الصحراوية التي يشرف عليها المعهد الوطني للتراث فعليا وفق المشرف الجهوي للتراث بالجهة الدكتور علي الثابتي سنة 2016 فيما تواصلت عمليات الصيانة الجزئية لبعض المواقع على غرار قرماسة شنني والدويرات بصفة محتشمة.

 ويرجع الدكتور علي الثابتي ذلك إلى أن المعهد الوطني للتراث غير ملزم قانونا بعمليات الترميم من جهة، نظرا لان هذه المعالم غير مدرجة بقائمة المعالم المرتبة والمحمية بالبلاد التونسية وان ملكيتها تعود للأفراد والعروش وليست للدولة وهو العائق الأبرز أمام المعهد الذي يحول دون إحالتها لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية مؤكدا أن كل ما تم ترميمه سابقا وقع بقرار رئاسي قبل الثورة.

من جهة ثانية عرج الثابتي إلى أن الإمكانات المادية للمعهد تحول دون مواصلة عمليات الترميم منذ سنة 2016 مستشهدا بتعطل ترميم قصر أولا سلطان الشهير منذ أكثر من سنة مضت على انهيار جزء منه فضلا عن أن تمثيلية المعهد بتطاوين تفتقر إلى الإمكانات الضرورية على غرار الفنيين والمحافظين والعملة الذي لا يتجاوز عددهم 25  دونما وسيلة نقل وظيفية ومقر لائق بالمعهد في جهة تغطي ربع البلاد من حيث المساحة وتزخر بمواقع أثرية في عمق الصحراء.

كما أشار  الدكتور الثابتي أن التقصير في عمليات ترميم هذه المعالم تتحمل مسؤوليته جميع الأطراف لا فقط المعهد الوطني للتراث مناشدا المجتمع المدني والسلط الجهوية والبلدية إلى المساعدة على رد الاعتبار لهذه المعالم التي تمثل جزءا من تاريخ تونس.

  • طرق الترميم جزء من المشكل

من المفترض أن تكون عمليات صيانة المواقع الأثرية متطابقة والمواصفات العلمية لفعل الترميم، غير أن ما شهدته مواضع عدة في قصور الجنوب التونسي تثبت أن الترميم وقع بصفة عشوائية من خلال ما عايناه من مواد على غرار الاسمنت الذي من المفترض أن لا يتم استعماله.

مبروك الأزعر، ابن الجهة، طالب جامعي اختصاص ماجستير علم الآثار بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، التقينا به  فحدثنا عن الجانب الخفي لعمليات الترميم ، يقول مبروك إن الترميم في حد ذاته يكون أحيانا سببا في طمس معالم الموقع الأثري وهذا ما حصل مع بعض المواقع مضيفا أن عمليات الترميم في كل المواقع كانت بشكل  جزئي ولم ترقى إلى مستوى الترميم العلمي الذي يراعي خصوصية الموقع في ظل غياب الإطار البشري المختص وانعدام إستراتيجية واضحة لفعل الترميم، لذلك اقترنت كل عمليات الترميم تقريبا بتأسيس جمعيات مدنية قصد المساهمة في المحافظة على تراث الجهة وهذا أمر محمود على لسان محدثنا، إلا انه  خلق نوعا من التداخل على مستوى المهام بين معهد التراث والمجتمع المدني.

يتساءل مبروك: ماهو دور هذه الجمعيات؟ … والى أي مدى يتم التنسيق بينها وبين مصالح المعهد؟؟…  وهو ما يدفعنا للتساؤل عمن يتحمل مسؤولية هذا الفراغ القانوني الذي أنتج ركاما من بقايا أثار القصور التي بقيت على ملكية أصحابها « أحفاد المؤسسين » وهو ما حال دون أن تكون تحت الإشراف القانوني للمعهد الوطني للتراث الذي تدخل ويتدخل وفق قرار رئاسي لا غير، بحسب ما ذكره سلفا على الثابتي المشرف الجهوي للتراث بالجهة.

  • ملف إدراج القصور باليونسكو… إلى أين ؟؟

من بين المفارقات العجيبة التي توصلنا إليها خلال تحقيقنا هذا هو سعي سلط الإشراف والمجتمع المدني ومثقفي الجهة إلى إدراج هذه المعالم بقائمة التراث الإنساني باليونسكو  في حين أنها لم تدرج بعد حتى في قائمة المعالم الأثرية للبلاد التونسية ولم تضبط قائمة نهائية ورسمية لجزء من تاريخ تونس.

خلال جلسة إقليميةعقدت  أواخر سنة 2013  بتطاوين مع التفقدية الجهوية للتراث بالساحل الجنوبي إحدى هياكل المعهد الوطني للتراث وبحضور جمع من المتداخلين في الشأن التراثي بغرض تحديد مواقع أثرية من قصور الجنوب الشرقي وبلداته وقلاعه لاقتراح إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي توجت الجلسة بالإعلان عن تكوين لجنة علمية وأخرى فنية للانطلاق في العمل على تكوين ملف إدراج القصور بالتراث العالمي. وفعلا انطلق عمل اللجان  بمعية المعهد الوطني للتراث وبالتعاون مع المجلس الدولي للمواقع والمتاحف فرع تونس ليتوج العمل باكتمال ملف ما سمي ب « إدراج الظاهرة القصورية بالجنوب الشرقي  التونسي ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي » وقد تحصلنا على نسخة من الملف الذي بقي إلى أن مجهول المصير.

  • وعود متكررة ولاشيء غير الانتظار…

في مارس 2018خلال زيارة وزير الثقافة محمد زين العابدين إلى ولاية تطاوين كانت الكلمات نفسها… « الوزارة تسعى لإدراج القصور الصحراوية بتطاوين ضمن اللائحة التمهيدية للتراث العالمي » تماما كما تحدث قبل ذلك بعامين وتحديدا في ماي 2015 مدير المعهد الوطني للتراث آنذاك نبيل قلالة خلال حضوره في ندوة علمية تحت عنوان التراث بجهة تطاوين متحدثا عن سعي المعهد لترسيم القصور ضمن التراث العالمي.

تتالت السنوات وتتالت الوعود والأرقام ولم يبقى منها سوى اسطر كتبت على واجهات الصحف والمواقع الالكترونية ووكالات الأنباء عن ضرورة العمل على إدراج هذه المعالم بقائمة التراث الإنساني وصونها والمحافظة عليها.

التقينا الناشط في المجتمع المدني ورئيس نادي اليونسكو بتطاوين مهدي الغمد بخصوص ملف القصور الصحراوية فبادرنا بالقول ان مساعي مثقفي الجهة و نشطاء المجتمع المدني لتثمين الموروث الحضاري للجهة انطلق منذ ما يزيد عن أربعين سنة، غير أن المعوقات عديدة ومتعددة وفق قوله طيلة كل هذه السنوات.

الغمد أشارإلى أن شبح السياسة يحوم حول هذا الملف، فهو على حد تعبيره أستعمل كورقة سياسية منذ إثارة هذا الموضوع، نافيا وجود أي تمشي حقيقي ورسمي لإعداد ملف متكامل يقدم لليونسكو من اجل المحافظة على هذا الموروث الإنساني. فكل المحاولات يقول محدثنا هي مجرد حديث في التراث لا يرقى لان يكون عملا جديا لتثمين وصيانة القصور والاعتراف بها دولياوهو ما جعل كل المحاولات تدور في أروقة وزارة الثقافة والمعهد الوطني للتراث ليبقى مصير القصور تائها بين غرف التراث و يافطات الثقافة.

البعد المغاربي للقصور الصحراوية:

  • قصص أكثر بشاعة : قصور جبال نفوسة بالغرب الليبي

Libya : Ksar Al Haj

مثلت القصور الصحراوية تاريخيا القلب النابض لقرى ومدن جبل نفوسة بالغرب الليبي تماما هي كباقي بلدان المغرب العربي فهي المركز الاقتصادي والاجتماعي والثقافي فكانت مركزا إنسانيا تشابه فيه نمط العيش والمعمار وتشابهت قصص الاندثار والصمود لقصور صحراوية غزت صحراء شمال افريقيا.. ففي ليبيا مثلا خلفت غطرسة الإنسان ركاما من معمار هدم في العهد العثماني والايطالي أيام الاستعمار بسبب احتضان القصر للثوار حتى  أصبح رمزا للثورة على المحتل ..

وقد أسفرت عمليات التخريب التي قام بها الأتراك وفق ما جاء في العدد 212 لمجلة الحياة الثقافية افريل 2010 الصادرة عن وزارة الثقافة التونسية عن هدم 54 قصرا وبالتالي لم يصمد أمام عمليات التخريب إلا عدد قليل من القصور « أهمها قصر نالوت  » رغم ما طالها من تخريب أثناء الغزو الايطالي ورغم ما تعانيه اليوم من ترك وإهمال وعدم ترميم.

 

بقية الأخبار

ذبذبات البث

frequence FM

الإنتخابات التشريعية

baramej

شبكة خريف شتاء

baramej

الأخبار المسجلة

ak

rd

rg

blagat

خدمات

job

النشرة الجوية

meteo1

مدونة سلوك

الميثاق التحريري