أوضحت إدارة المركز الثقافي الدولي بالحمامات، أن « تنصيبة » تكريم الشاعر الراحل، الصغير أولاد أحمد، (في إشارة إلى النصب التذكاري)، أنجزت في كنف الشفافية وخضعت مراحل إنجازها للإجراءات الجاري بها العمل في مجال التظاهرات الثقافية وليس في إطار الصفقات العمومية، من ناحية السقف المالي أو طبيعة العمل ».
ونفت إدارة المركز، في بيان لها أصدرته اليوم السبت، ما تم تداوله مؤخرا في مواقع التواصل الإجتماعي و تناقلته بعض وسائل الإعلام حول ما يعرف ب »تنصيبة تكريم الشاعر الراحل الصغير أولاد أحمد »، موضحة أن الهيئة المديرة أرادت تكريم شاعر تونس الراحل، صاحب قصيدة « نساء بلادي »، وارتأت أن « يكون هذا التكريم بأنامل وعيون امرأة مبدعة تونسية ».
وورد بالبيان أن « اللجنة الإستشارية الفنية والهيئة المديرة لمهرجان الحمامات الدولي في دورته 52، اتفقا على اختيار الفنانة صديقة كسكاس، من ضمن بعض الأسماء النسائية الأخرى المقترحة »، وذلك اعتبارا لـ « القيمة الفنية المرجوة من العمل وباعتبار تجارب هذه الفنانة وأعمالها المشابهة (لفائدة منظمة الأغذية والزراعة « الفاو » بروما ومنظمة اليونسكو وأخرى في الفاتيكان)، على أن يكون إنجاز العمل ضمن إقامة فنية بالمركز ».
ووفق نص البيان، فإن الفنانة صديقة كسكاس « تنازلت عن حقوقها المادية، كمبدعة، في لمسة وفاء منها للشاعر الراحل الصغير أولاد احمد وحملت المركز تكاليف المواد الأولية وأجور الحرفيين الذين ساهموا في نحت هذه التنصيبة ».
ودعا المركز الثقافي الدولي بالحمامات، كل الهياكل الفنية القطاعية والشخصيات الفاعلة في المشهد الثقافي، بكل تعبيراته، إلى « التواصل مع المركز وتقديم مشاريع ومقترحات من شأنها تنشيط الحراك الثقافي والفني في البلاد ».
وكان النصب التذكاري للشاعر التونسي الراحل، محمد الصغير أولاد أحمد (1955-2016)، والذي تم الكشف عنه يوم 13 أوت 2016، تزامنا مع الإحتفالات بالعيد الوطني للمرأة ويحمل عنوان « صلاة خالدة » وهو تتمثل في مجسم للشاعر الصغير أولاد أحمد، يبلغ طوله مترين و70 صم، أثار موجة استياء كبير وانتقادات واسعة، في صفوف عدد من التونسيين وخاصة ثلة من المثقفين من كتاب وفنانين تشكيليين والذين اعتبروا أن هذا العمل الفني « لا يرقى إلى قيمة شاعر تونس الراحل ولا يمثل أفضل تخليد لذكراه ».
واعتبرت الفنانة، صديقة كسكاس، في اتصال هاتفي سابق مع (وات)، على خلفية هذه الإنتقادات، أن « الفن المعاصر ما يزال غير مفهوم لدى عامة الناس ». وقالت إن « أهم ما في الضجة التي حصلت على مواقع التواصل الإجتماعي، هو انتقال الحوار العام، من السياسي إلى الثقافي ».