يواصل لليوم الثالث على التوالى بمدينة بن قردان وتحديدا على مستوى منطقة جميلة الواقعة على الطريق المودية الى بن قردان عدد هام من التجار ممن يتعاطون النشاط التجارى مع القطر الليبى اعتصاما مفتوحا أطلقوا عليه اسم اعتصام الكرامة من أجل الدفاع عن كرامتهم ولقمة عيشهم وفق تعبيرهم.
ويأتى هذا الاعتصام احتجاجا على تواصل ممارسات وصفوها بالسيئة والمهينة تجاههم تقترفها كتيبة بالجانب الليبى لمعبر راس جدير الليبى منذ نحو شهر الى جانب فرض اتاوة تقدر بالف جنيه ليبى على السلع بحسب ما ذكره عدد منهم لمراسلة وات .
والت هذه الوضعية والممارسات المتواصلة الى حالة من الاحتقان فى منطقة بن قردان رافقت اعادة فتح المعبر لتحتد منذ يومين حيث أقدم التجار المحتجون على غلق الطريق أمام الشاحنات الليبية المحملة بالسلع على مستوى منطقة جميلة بين بن قردان ومعبر راس جدير كشكل من الاحتجاج ورد الفعل على التضييق عليهم وتوقف نشاطهم التجارى مع ليبيا باعتباره مورد رزقهم الوحيد وفق تأكيدهم.
وتتواصل الى اليوم طوابير الشاحنات الليبية المتوقفة بمنطقة جميلة وعلى طول الطريق الرابطة بين مدنين وبن قردان بكل ما تحتويه من سلع مختلفة ومنها ما قد يتعرض الى التلف اضافة الى شاحنات محملة بالخيول أشار سائقها الى امكانية اصابتها بضرر بسبب عدم تأقلمها مع وضعية الحشر فى مساحة ضيقة.
ويواصل فى مقابل ذلك المحتجون اعتصامهم الى أجل غير محدد مطالبين بحفظ كرامتهم وتأمين انسياب السلع ظرفيا حفاظا على مورد رزقهم الى حين وجود بدائل تنموية بالمنطقة معبرين عن أسفهم لمااعتبروه اهانة تلحق المواطن التونسى من بعض الاطراف بالتراب الليبى.
وأكد المحتجون تمسكهم بالاعتصام دفاعاعن حقوق قالوا انها مشروعة مع امكانية الاتجاه نحو قطع الطريق أمام المسافرين وشل الحركة تماما.
وفى اطار البحث عن حلول لامتصاص الاحتقان المتنامى بالمنطقة أدى والى مدنين الطاهر المطماطى زيارة الى المعتصمين اليوم الجمعة للانصات الى مشاغلهم وتهدئة الخواطر أفاد على اثرها أن مجهودات متواصلة جهويا وعلى مستوى الحكومة فى التواصل مع الاطراف الليبية من أجل ايجاد الحلول موكدا وجود بوادر اتفاق لحلحلة المشاكل نهائيا وبوادر انفراج لتفهم الجانب الليبى على ان تعود التجارة الى انسيابها الطبيعى وتدريجيا فى غضون الاسبوع المقبل.
وقال الوالى انه يتفهم مطالب المعتصمين وحالة الاحتقان التى يعيشونها باعتبار أن التجارة تمثل قوتهم اليومى منذ عقود وأن التنمية مجهود يتطلب وقتا غير أنه دعاالى ضرورة تفهم هشاشة المرحلة والوضع لتجاوزه بسلام بحسب تعبيره.
وأقر الوالى احداث لجنة محلية تضم عددا ممثلى مكونات المجتمع المدنى ومعتمد المنطقة وبرئاسته لمتابعة المشاريع المبرمجة بالمنطقة والاجتماع دوريا للغرض لخلق جسور تواصل مع المواطن واستعادة الثقة مشيرا الى أن بن قردان ستشملها عدة مشاريع ومنها منطقة لوجستية ومنطقتان صناعيتان وتهيئة منطقة حرفية الى جانب مشاريع فى البنية التحتية.
ويذكر أن اجتماعا ضم أمس عددا من مكونات المجتمع المدنى ببن قردان وتقرر خلاله مساندة الاعتصام والعمل على التأطير حتى لا تنفلت الامور نحو الاسوأ مع دعوة المنظمات والاحزاب وبقية الجمعيات الى اجتماع يوم الاحد لتدارس الوضعية الراهنة وايجاد حل عاجل يضمن اولا عودة النشاط التجارى وتنظيم العمل بمعبر راس جدير الحدودى لضمان ديمومة النشاط التجارى بوصفه الخيار الوحيد حاليا مع تضمين مسائل تنموية أخرى وفى مقدمتها المشاريع المعطلة والمبرمجة فى منطقة بن قردان وفق ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع .
