دعا عضو فريق العمل الممثل لولاية تطاوين في تنفيذ مشروع الحديقة الجيولوجية في الجنوب الشرقي ديوان المناجم إلى عدم مواصلة تعطيل إنجاز هذا المشروع غير المسبوق في بلادنا والذي يشمل ولايات قابس ومدنين وتطاوين، منتقدا إيّاه لعدم تفاعله مع خارطة الطريق التي تم وضعها بالاشتراك مع ممثلي مختلف الاطراف باعتبار الديوان صاحب المشروع والداعي الى تنفيذه.
وقال في هذا الصدد المهندس المنصف حندورةعضو فريق العمل الممثل لولاية تطاوين في تصريح لمراسل (وات) إن ديوان المناجم أخلّ بتعهّداته في تركيز إدارة المشروع ووضع كل متطلبات العمل وإنجاز برنامج تنفيذ وبعث هذه الحديقة في آجالها لا سيما وقد أكّدت منظمة  » اليونسكو  » وضعها فريق عمل من الخبراء على ذمة المشمروع لاعداد ملفّه الفني بالمواصفات التي تتطلبها عملية التصديق عليه.
واشار ذات المصدر الى انه كان من المبرمج أن يحلّ فريق الخبراء الأجانب في الجهة خلال شهر ديسمبر الجاري وقد تم تاجيل هذا الزيارة الى بداية شهر جانفي القادم بسبب ما اعتبره تسويف ادارة الديوان وعدم التزامها بتعهّداته، مضيفا أنّه وعدد من المتحمسين معه نفّذوا مؤخرا وقفة احتجاجية امام مقر الولاية رفعوا خلالها شعارات تدعو ديوان المناجم الى القيام بدوره في تنفيذ المشروع باعتباره الرافعة التنموية الابرز لكل القطاعات في الجهة اليوم وغدا على حد قوله.
يذكر ان الديوان الوطني للمناجم قد أولى التراث الجيولوجي في الجنوب الشرقي اهتماما خاصا من خلال مشروع جرد وتثمين لهذا التراث أفضى الى تركيز اول متحف جيولوجي في جهة تطاوين سنة 2000 وتم تاثيثه بمجموعة قيّمة من الاحافير وبقايا الحيوانات والنباتات التي تمّ العثور عليها في المنطقة وتعود إلى العصور الجيولوجية، وانخرط الديوان صحبة شركائه فعليا في تركيز أوّل حديقة جيولوجية بالجنوب الشرقي التونسي لما تزخر به المنطقة من مواقع جيولوجية وقصور ومواقع اثرية والقرى البربرية فضلا عن الحياة البرية.
وتمسح الحديقة الجيولوجية بالجنوب الشرقي التونسي حوالي 6000 كلم مربع ويقطنها قرابة 330 الف نسمة موزّعين خاصة على كامل الشريطين الغربي والجنوبي لولايات تطاوين ومدنين وقابس
وقد اظهرت الدراسة لبقايا الديناصورات المكتشفة ان الجنوب الشرقي التونسي غنيّ بآثاره الخالدة على امتداد الحقب الجيولوجية منذ العهد البارمي (250 مليون سنة ) الى بداية وجود الانسان، وقد ثبت ان حوض الديناصور مع 17 فقرة من ذيله تم استخراجها من تحت طبقة من الحجر الرملي في معتمدية رمادة يرجع عهدها الى حوالي 110 ملايين سنة، وثبت أيضا اكتشاف اكبر تمساح بحري يصل طول جمجمته الى 1,6 متر ويرجح العلماء ان طوله يقدر ب9,6 م يعود الى 120 مليون سنة بعد اجراء مقارنة أجريت على تمساح من نفس النوع اكتشف في اوروبا.