تونس بمعالمها الحضارية والدينية، بقصورها وأبوابها وبمساكنها الفريدة، بمعمارها الإسلامي، وبمخزونها الحضاري والتراثي المادي واللامادي، ستكون عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لسنة 2019.
وأعدّت وزارة الشؤون الثقافية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة « إيسيسكو » برنامجا خاصا بهذه التظاهرة، تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء في ندوة صحفية احتضنتها مدينة الثقافة.
وأكّد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين على أن اختيار تونس عاصمة للثقافة الإسلامية هو تتويج للدور الريادي لتونس على جميع المستويات، منها احتضانها للدورة 11 للمؤتمر الإسلامي لوزاراء الثقافة بين سنتيْ 2016 و2018، وكذلك للمنتدى الأورومتوسطي للشراكة الثقافية خلال شهر نوفمبر من العام الماضي.
وأضاف أن هذه التظاهرة تمثل مناسبة لإبراز مكانة تونس على الصعيديْن العربي الإسلامي والدولي، وذلك من خلال إبراز خصوصياتها المعمارية والأدبية والفنية والفكرية، مشدّدا على أن الإسلام دين تسامح وانفتاح وقيم ومبادئ إنسانية كونية.
وتحدّث محمد زين العابدين عن صياغة برنامج يعكس صورة تونس المتجذّرة في عمقها والتاريخي والحضاري، مع الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى، وهي توجّهات تقوم على دعم الثقافة الإسلامية لتونس، واعتزازها بدينها والتعريف بقيم التسامح والاعتدال والانفتاح التي يقوم عليها الإسلام وإبراز المعاني الجوهرية له وما تتضمنه من دعوة إلى الحياة وعدم تعارضه مع مبادئ الحرية والتنوير و الاجتهاد و المراجعة.
وختم الوزير كلمته بالتأكيد على أهمية التظاهرة في التعريف بالثقافة الإسلامية، وإبراز مبادئها الكونية في كل بلدان العالم عبر أعمال ومدونات منهجية وفنية وإبداعية أصيلة ومتجددة سعيا إلى تقويم نظرة الآخر للإسلام.
ومن جهته قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عبد العزيز بن عثمان التويجري إن تونس هي أنموذج فريد في تاريخ الحضارة الإنسانية ومنارة للفكر والعلم والمعرفة، متمسكة بجذورها ومنفتحة على العالم.
وشدّد على أن التجربة التونسية أثبتت أن الإسلام دين تسامح وانفتاح لا دين عنف وانغلاق، مضيفا « هذا ما سنعمل على إبرازه للعالم من خلال الاحتفاء بتميّز تونس في عديد المجالات وهي خاصية قلّ ما نجدها في الدول الإسلامية ».
وأعلن التويجري عن برمجة 17 نشاطا بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية، تتوزع بين ندوات فكرية ودراسات تخصّ المنحى الحضاري الإسلامي للمدينة، بالإضافة إلى عديد الأنشطة الفنية والمعارض والعروض السينمائية والمسرحية.
وأكد بالخصوص على أن الاعتناء بعواصم الثقافة الإسلامية، يندرج ضمن بناء واقع على أسس صلبة، قائلا « نثق بأن تونس قادرة على تقديم نموذج صحيح لدولة مسلمة متقدمة ».
وقال مدير عام المعهد الوطني للتراث فوزي محفوظ إن الاحتفال بتونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019، سيكون « استثنائيا »، مذكّرا بتزامن تنظيم هذه التظاهرة مع مرور 40 سنة على تسجيل مدينة تونس العتيقة وموقع قرطاج الأثري على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ومرور 10 سنوات على الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، ومرور 63 سنة على استقلال تونس، كما يتزامن انطلاق الفعاليات مع مرور سنة على افتتاح مدينة الثقافة.
وتنطلق فعاليات ما قبل الافتتاح الرسمي لتظاهرة تونس عاصمة للثقافة الإسلامية، مساء غدٍ الأربعاء 20 مارس، بزيارة للمسلك الثقافي والسياحي بالمدينة العتيقة، حيث ستنطلق الزيارة من ساحة الحكومة بالقصبة، ثم سيجوب ضيوف تونس من العالم الإسلامي أزقة المدينة العتيقة للاطلاع على معالمها منها بالخصوص جامع حمودة باشا ومقهى الشواشين وجامع يوسف داي وسوق البركة، حيث سيتم تدشين ساحة 23 جانفي 1846 وهو تاريخ إلغاء بيع الرق بتونس.
وسيتم أيضا زيارة جامع الزيتونة ودار حسين بباب منارة حيث مقر المعهد الوطني للتراث.
أما الافتتاح الرسمي للتظاهرة، فسيقام مساء يوم 21 مارس بمدينة الثقافة، بعرض موسيقي بعنوان « ذروة المعالي » لأوركسترا أوبرا وأصوات تونس. وسيكون عرض الافتتاح مسبوقا بافتتاح مجموعة من المعارض ببهو مدينة الثقافة.
تجدر الإشارة إلى أن تونس عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2019 عن المنطقة العربية إلى جانب « القدس عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية ». كما تم اختيار مدينة « بيساو » في جمهورية « غينيا بيساو » عاصمة للثقافة الإسلامية 2019 عن المنطقة الإفريقية، في حين اختيرت مدينة « بندر سيري بيغاوان » في سلطنة بروناي دار السلام عاصمة للثقافة الإسلامية 2019 عن المنطقة الآسيوية.