بساحة الاستقلال بالرياض من جزيرة جربة قبالة السوق، فتحت مغازة للفن والتراث أطلق عليها اسم « ديغت » (لفظة بربرية تعني المكان المسيج أو المحاط بسور) أبوابها تعرض للزائرين ابتكارات من الصناعات التقليدية الجربية والوطنية. لم يكن بالمغازة أحد فاتجهنا إلى محل لبيع منتوجات من حلفاء القصرين حذوها فأعلمنا البائع أنه المشرف على المحلين.

المغازة والمحل تملكهما الجمعية التونسية للنهوض والمحافظة على الحرف والتراث التقليدي « حرفة » وهي جمعية تأسست سنة 2012 حسب رئيسها محمد المسعودي. تسعى « حرفة » إلى تشجيع الشباب الباحثين عن شغل على الاستثمار في مجال الصناعات التراثية والتقليدية بتمكينهم من آليات التكوين والمرافقة والمساعدة على التمويل.

وركزت « حرفة » أولى نشاطاتها، وفق ما صرح به المسعودي لـ(وات)، على القصرين كونها أكثر ولايات الجمهورية تهميشا. وأفاد أن الجمعية نظمت منذ سنة 2014 بالشراكة مع صندوق التشغيل لوكالة التتنمية والتعاون الألماني »جيز » ورشة لتكوين 24 شابا من هذه الولاية في نسج وتحويل مادة الحلفاء إلى ابتكارات ومنتجات تراثية وتزويقية وتسويقها.

وقال المسعودي إن تركيز الورشة على مادة الحلفاء دون سواها مرده « أنها تعد أهم مصادر الدخل بجهة القصرين إن لم تكن الوحيدة ». غير أن الشباب كثيرا ما يتردد في خوض غمار تجربة تصنيع الحلفاء اعتبارا للصعوبات التقنية والاقتصادية التي تعترض مراحل التصنيع والتسويق.

وتهدف الورشة إلى تمكين هؤلاء الشباب من حذق « صنعة » نسج الحلفاء وتنمية قدراتهم على ابتكار منتجات أكثر جاذبية بما ينوع مصادر الدخل ويعزز القدرة التشغيلية. كما تعمل على الإحاطة بالحرفيين وتأهيل منتجاتهم على مستوى الجودة والتصميمات المبتكرة ومساعدتهم على تسويقها في تونس والخارج.

وأضاف المسعودي أن الهدف الأسمى لهذه الورشة هو تحفيز سكان المناطق المهمشة على تنمية مناطقهم وفك عزلتهم.

وتسوق الجمعية التونسة للنهوض والمحافظة على الحرف والتراث التقليدي منتجات هؤلاء الحرفيين بنقاط بيع بكل من تونس العاصمة وضاحية المرسى وجزيرة جربة.

وتجدر الإشارة إلى أن « ديغت » هو الاسم البربري لمنطقة الرياض المحاذية للمعبد اليهودي للغريبة وتبعد حوالي 7 كيلومترات عن حومة السوق الشريان الاقتصادي والاجتماعي الأكبر لجزيرة جربة.

تحرير محمد صفر