انتظمت اليوم الثلاثاء جلسة احتفالية بمجلس نواب الشعب بباردو خصصت لتكريم الرباعي الراعي للحوار الوطني بحضور عدد من الشخصيات السياسية وعدد من أعضاء الهياكل التنفيذية للمنظمات الاربع.
وأكد رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر في الكلمة الافتتاحية للجلسة أن تتويج الرباعي بجائزة نوبل للسلام لسنة 2015 يبرهن على مدى قدرة تونس على الصمود أمام المحاولات البائسة للنيل من استقرارها وأمنها مثمنا توفق تونس في تكريس نهج الحوار بما أثمر دستورا توافقيا يدعم الحقوق والحريات ومكن من تنظيم انتخابات ديمقراطية وشفافة وفق المعايير الدولية.
وأضاف أن جهود الرباعي الراعي للحوار الوطني في تكريس التوافق مثل خير دليل على حب هذا الوطن والاحساس بمسوولية حمايته من كل مخاطر العنف والفوضى مشيرا الي أن المنظمات الراعية للحوار ساهمت في تأسيس تجربة نادرة في معالجة الازمات بادارة حوار وطني مكن من تقريب وجهات النظر ودعم أسس الوحدة الوطنية وتسريع نسق الاعمال التأسيسية الخاصة بالمصادقة على دستور الجمهورية الثانية.
وتطرق من جهة اخرى الي الوضع العام بالبلاد قائلا نحن ندرك مدى هشاشة الوضع الاجتماعي الذى يشهد توترات بحكم تفاقم أزمة البطالة وخاصة لدى حاملي الشهائد العليا مبينا أن مسالة التشغيل تبقي في صدارة الاهتمامات بالنظر الى ارتباطها بتوفير أسباب الاستقرار في البلاد.
ودعا جميع الاطراف الفاعلة الى البحث عن الحلول الملائمة ولاسيما عبر الاستثمار في القطاعات التي لها طاقة تشغيلية وادخال الاصلاحات الجذرية على برامج التعليم والتكوين وايجاد خطة وطنية متكاملة تضمن الحد الادنى من الدخل والحماية الاجتماعية لكل أسرة تونسية.
وبخصوص العمل البرلماني قال الناصر يلومنا البعض على البطء الذى يشهده أحيانا عمل المجلس في المجال التشريعي والحقيقة أننا نواصل اعتماد التوافق كمبدأ في تجاوز الاشكالات قبل اللجوء الى الجلسة العامة للمصادقة على مشاريع القوانين .
وأكد أن نهج التوافق يتطلب الكثير من التروى والمزيد من التشاور لتقريب وجهات النظر باعتبار أن أغلب مشاريع القوانين تتطلب الى جانب توسيع الاستشارة لدى أهل الاختصاص تكثيف التشاور داخل المجلس بين مختلف الكتل البرلمانية حتى تحظى بأكبر توافق ممكن.
كما أبرز حرص المجلس على مد جسور الحوار مع الحكومة وكذلك مع منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها المنظمات الراعية للحوار الوطني من خلال الاستئناس بارائهم والتشاور معهم في مشاريع القوانين ذات الصلة بمشاغل المواطنين بصفة عامة وذلك حتى لا تولد القوانين مبتورة حسب تعبيره.
وحول الاوضاع الاقليمية التي تواجهها تونس خاصة بعد التطورات الامنية التي تعيشها الشقيقة ليبيا واحتمال القيام بعمليات عسكرية على ترابها دعا الناصر الفرقاء الليبيين الي التمسك بالوحدة الوطنية وبنهج التوافق حتى يتمكن الشعب الليبي من تحقيق الاستقرار والامان.
من جهتهم هنأ روساء الكتل النيابية الرباعي الراعي للحوار الوطني بهذا التتويج معتبرين أن نجاحهم هو تكريم للشعب التونسي الذى برهن للعالم علي قدرته علي تجاوز الصعاب والخروج من الازمات بفضل اليات الحوار وروح التوافق التي سادت كافة مراحل الفترة الانتقالية الصعبة.
وقد حضر هذه الجلسة الاحتفالية رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفي بن جعفر ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والامين العام لحزب المبادرة كمال مرجان والامينة العامة للحزب الجمهورية مية الجريبي والاين العام لحزب المسار الديمقاطي الاجتماعي سمير الطيب.