قال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد شوقي الطبيب، أن التكريم الدولي للهيئة بمناسبة انعقاد الدورة السابعة عشرة لمنتدى الأمن الشامل والوطني من 25 إلى 28 أفريل الحالي ببروكسيل، يمثل رسالة تقدير لتونس للمضي قدما في بناء دولة خالية من الفساد وإرساء الحوكمة الرشيدة والنجاح الحقيقي للانتقال الديمقراطي في بلادنا، وفق ما نقله عن النائب الأول لرئيس الحكومة البلجيكية ووزير الخارجية لدى تسليمه له الجائزة.
وأضاف الطبيب، في تصريح إعلامي يوم السبت لدى مشاركته في أشغال ورشة عمل بجزيرة جربة حول تعزيز النزاهة في قطاع الديوانة، عقب عودته من بروكسال بعد تسلم الميدالية الذهبية للمنتدى الدولي « كرانس مونتانا »، أن « هذا التكريم هو ثمرة مجهودات الهيئات والشخصيات والإعلام والمجتمع المدني وكل من ساهم في محاربة الفساد في تونس والنضال من أجل تركيز دعائم الحوكمة الرشيدة في بلادنا »، متابعا: » إذا لم ننجح في الحد من منسوب الفساد فلن ننجح في أي مجال آخر وسنحكم على المسار الانتقالي بالفشل »، وفق قوله.
وأكد أن « الطريق طويلة، ولا بد من المزيد من العمل لتفكيك منظومة الفساد التي لا تزال قائمة على مستوى تشريعي وإداري « ، معبرا عن الارتياح لـ »بعض النجاحات التي تحققت على مستوى مكافحة الفساد من خلال تحسن الترتيب في مؤشرات الفساد وبداية تحسن المنظومة التشريعية ».
وبين أن « التخفيض من منسوب الفساد الذي تراكم على مدى عشرات السنين، يحتاج بدوره إلى سنوات من العمل »، ولاحظ أنه يجب « الاشتغال على الوصول إلى مصاف الدول الخمسين الأولى خلال سنتين في علاقة بالشفافية، حيث تحتل تونس الآن المرتبة 75″، مؤكدا أن هذا الهدف « ليس بالصعب ولا بالمستحيل بالنظر إلى ما تحقق في عدة ملفات على غرار ما حصل في قطاع الديوانة بتركيز نماذج النزاهة في كل من رأس جدير وبحلق الوادي ».
ولم يخف رئيس الهيئة « وجود معارضة للجهود الوطنية لمكافحة الفساد ومحاربته سواء عن حسن نية أو غيرها أو حماية لمصالح مختلفة مثل عدم انصياع عديد عشرات الإدارات والمؤسسات لقانون حماية المبلغين عن الفساد »، مشددا على « الحاجة اليوم لمقاومة الفساد، مثلما قاومنا الإرهاب والجهل والاستعمار »، وفق تعبيره.