انطلق اليوم الاثنين الاعتصام المواطني بساحة باردو أمام مجلس نواب الشعب وسط حضور أمني مكثف حيث تم تسييج محيط الاعتصام بالأسلاك الشائكة والحواجز مع حضور للحماية المدنية.
وقال الناشط بالمجتمع المدني، المحامي، عماد بن حليمة، في تصريح صحفي، إنه تم اختيار انطلاق الاعتصام اليوم الاثنين 1 جوان 2020 الذي حضره بضع عشرات من المواطنين لرمزية هذا اليوم باعتباره يشير الى تاريخ غرة جوان عودة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة من المنفى، وإعلان الدستور التونسي وليكون حسب تعبيره بداية الإعلان عن التحرك المواطني المطالب بإرساء المحكمة الدستورية وتنحية رئيس البرلمان راشد الغنوشي (رئيس حركة النهضة) من رئاسة مجلس نواب الشعب وتنقيح القانون الانتخابي لتجاوز ما فيه من هنات وتعديل نظام الحكم ليكون أكثر توازنا بين رأسي السلطة التنفيذية.
وأكد بن حليمة أن الاعتصام سينطلق فعليا بعد رفع الحجر الصحي مرجحا أن يكون ذلك يوم 15 جوان الجاري، مشيرا إلى أن هذا التحرك يختلف مع ما سمي « باعتصام الرحيل 2″ (2013) نظرا إلى أنه لا يطالب بحل البرلمان.
وشدد على أن الاعتصام يرفض كل سلوك فوضوي وغير قانوني منبها من خطورة الفراغ التشريعي، كما وجه في السياق ذاته انتقادات حادة لتحركات رئيس البرلمان راشد الغنوشي (رئيس حركة النهضة الحزب المتحصل على أكثر المقاعد في البرلمان)، معتبرا أن تحركاته الخارجية وخاصة في ما يهم الملف الليبي تضر بتونس على حد تعبيره.
يذكر أن البرلمان شهد مؤخراً جدلاً كبيراً بسبب مشروعي اتفاقيتين تتعلقان بالتبادل التجاري مع كل من تركيا وقطر صاحبته اتهامات من النواب لرئيس البرلمان راشد الغنوشي باستغلال السلطة.
كما وجهت مؤخرا اتهامات لرئيس البرلمان راشد الغنوشي بالزج بتونس في سياسة المحاور إثر تهنئته لحكومة الوفاق الليبية بالفوز في معركة قاعدة الوطية العسكرية (140 كلم غرب العاصمة طرابلس)،
ويعقد مجلس نواب الشعب جلسة عامة يوم الإربعاء 3 جوان 2020، يتضمن جدول أعمالها النظر في مشروع لائحة تتعلق بإعلان رفض البرلمان للتدخل الخارجي في الشقيقة ليبيا ومناهضته لتشكيل قاعدة لوجستية داخل التراب التونسي قصد تسهيل تنفيذ هذا التدخل، وذلك بناء على طلب تقدمت به كتلة الحزب الدستوري الحر بالبرلمان، على خلفية ما اعتبرته تحركات خارجية مثيرة للجدل لرئيس البرلمان راشد الغنوشي خاصة مع تركيا وبسبب مهاتفة الغنوشي لرئيس حكومة الوفاق الليبي فايز السراج وتهنئته على « استرجاع » قاعدة « الوطية » العسكرية ( تبعد حوالي 140 كلم غرب العاصمة الليبية طرابلس).