رغم أن وزيرة الصحة السابقة قد وعدت في المجلس الجهوي للصحّة المنعقد بمقر ولاية قابس في 10 جوان 2017 بمعالجة إشكال توفير الأدوية الخصوصية الذي طرحته عليها بإلحاح السلط الجهوية ومكونات المجتمع المدني في قابس فإن هذا الإشكال لا يزال يراوح مكانه لتتواصل بذلك معاناة المرضى بالسرطان الذين يضطرون للحصول على دوائهم للتنقل إما إلى صفاقس أو إلى تونس العاصمة ممّا يسبب لهم في معاناة كبيرة ومصاريف إضافية .
ويتلقى هؤلاء المرضى العلاج بقسم طب الأورام بالمستشفى الجهوي في قابس وهو قسم جامعي إقليمي يستقطب إلى جانب مرضى ولايات الجنوب الشرقي العديد من المرضى من ولايات قبلي وتوزر وقفصة.
ويؤمّن هذا القسم حصص العلاج الكيميائي بالمستشفى النهاري وبوحدة الإقامة والعلاجات التلطيفية والعيادات الخارجية والحالات الاستعجالية وقد وفدت عليه خلال سنة
2016 وفق ما ذكره مصدر مسؤول بالقسم لمراسل (وات) 365 حالة جديدة تتوزّع بين ولايات قابس ومدنين وتطاوين من بينها 105 حالة إصابة بسرطان الثدي  و89 حالة إصابة بسرطان الرئة و49 بسرطان القولون والمستقيم، وتتراوح أغلب أعماره المصابين بين 50 و70 سنة .
وقد خضع 77 بالمائة من المرضى لحصص علاج كيميائي حيث قدّم هذا القسم خلال نفس السنة 2500 حصة علاج كيميائي بالمستشفى النهاري وبوحدة الإقامة  التي تشتمل على 20 سريرا، كما خضع 125 مريضا ومريضة الى العلاجات التلطيفية سواء بزيادة الدم أو بعلاج الآلام أو بالاوكسيجين أو التغذية عبر الوريد.
وفي غياب أجهزة العلاج بالأشعة بهذا القسم يتمّ توجيه المرضى نحو الأقسام المختصة بمستشفيات صفاقس وسوسة وتونس العاصمة ونحو القطاع الخاص وقد بلغ
عدد الحالات التي تمّ توجيهها الى هذه الجهات خلال السنة ذاتها 137 حالة.
وأوضح ذات المصدر الذي فضّل عدم ذكر هويته أن الحاجة متأكّدة لبعث وحدة لتوزيع الأدوية الخصوصية وخاصة أدوية العلاج الكيميائي ولتعزيز فريق العاملين بهذا
القسم بعدد إضافي من الإطارات الطبية وشبه الطبية، مؤكّدا ضرورة بعث سجل لمرض السرطان في الجنوب ووجوب التسريع بإحداث قسم للعلاج بالأشعة.