احتضن صباح اليوم معهد المناطق القاحلة بمدنين أشغال ورشة لإعداد مشروع تنموي نموذجي حول « إعادة تأهيل غابة الزيتون المطرية بالجنوب الشرقي  » بتنظيم من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمدنين بالتعاون مع معهد الزيتونة و مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي ومعهد المناطق القاحلة وبمشاركة عدد من المتدخلين في القطاع.
هذا المشروع يعتمد مقاربة تشاركية حديثة تهتم بتثمين الأبحاث في المجال الفلاحي وتوظيفها للنهوض بقطاع الزياتين حيث سيتم إرساء مجمع للبحث أعضاءه من جهاز البحث والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمدنين والهياكل المهنية والشركاء الاقتصاديين الفاعلين ومنظمات المجتمع المدني الناشطة في مجال غراسة واستغلال الزياتين للاتفاق حول برنامج البحث وتحديد تكلفته ومجالات تدخله مما يمكن من تحقيق النتائج المرجوة وفق ما أفاد به رئيس مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي محمد عزيز درغوث.
كما أن للمشروع الذي من المنتظر أن يمتد على فترة تتراوح بين 3و 5 سنوات ثلاث محاور أساسية تشمل تأهيل التربة (تحديد الاراضي الصالحة لغراسة الزياتين ودراسة نوعية التربة… ) وتأهيل الغابة (الشجرة) من خلال دعم النسيج المؤسساتي الذي يقدم خدمات للفلاح بما يضمن تطوير الغابات وتخفيض تكلفة العناية بالزياتين إضافة إلى تثمين منتوجات الزيتون ومخلفاته من زيتون طاولة وحطب أخضر ويابس … وذلك من خلال اعطاء قيمة مضافة لها مما من شأنه أن يخلق مواطن شغل للعاطلين عن العمل وفق ما صرح به المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بمدنين علي بوعايشة الذي أكد أيضا على أهمية المشروع خاصة وأنه سيعتمد على مشاركة نخبة من الفلاحين المستعدين لخوض هذه التجربة لتكون غابتهم مركزا لتطبيق البحوث في هذا المجال ونموذجا يحتذى به.
من جهته أكد المدير العام لمعهد الزيتونة محي الدين القسنطيني أن هذا المشروع من شأنه أن يحافظ على مخزون جيني هام وعلى أصناف من غراسات الزيتون في طريقها للإندثار وهو ما يمكن تونس في مراحل مقبلة أن تصدر تجربتها ومنتوجاتها للدول التي ستكون ظروفها المناخية مشابهة لها في السنوات المقبلة خاصة منها فرنسا واسبانيا اللتان من المنتظر أن تتأثرا بالإنحباس الحراري سنة 2050 إضافة إلى تحسين جودة زيت الزيتون للحفاظ على الاسواق الحالية وغزو أسواق جديدة على غرار السوق اليابانية.
يذكر أن فكرة هذا المشروع بدأت السنة الفارطة خلال تشخيص اشكاليات القطاع الفلاحي لإعداد خطة جهوية تنموية حيث بينت الدراسة أهمية قطاع الزياتين في ولاية مدنين على مستوى المساحة (حوالي 4 ملايين ونصف شجرة) و على مستوى وظيفته الاقتصادية والاجتماعية في الجهة إضافة إلى تحديد الاشكاليات التي يعاني منها القطاع على غرار الجفاف ونقص في اليد العاملة وعدم مباشرة الفلاح وخدمات لا ترتقي إلى المستوى المطلوب في الحرث والجني وغيرها هذا علاوة على صعوبات في تسويق المنتوجات.
وفي ختام هذه الورشة تم توقيع اتفاقية إطارية بين مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمدنين لتحديد الاطار العام لمشروع تأهيل غابة الزياتين المطرية .

مدنين – فاطمة الورديان