البث الحي

الاخبار : أخبار جهويّة

57Mg6rTHmZ3gpGoKDEwrXm

مدنين: انطلاق موسم جزّ الصوف في طقوس ومشاهد احتفالية

انطلقت مؤخرا، في عدد من مناطق ولاية مدنين، مهرجانات الجزّ، بكل من بني خداش وأم التمر وبن قردان، إعلانا عن انطلاق موسم جزّ صوف الأغنام، الذّي يتواصل إلى غاية شهر ماي، تزامنا مع بداية ارتفاع درجات الحرارة تدريجيا واعتدال المناخ، والذي يعد الوقت الأنسب للقيام بهذه العمليةّ حفاظا على صحّة الأغنام.
ويكتسي موسم الجزّ، أهمية بالغة لدى الفلاحين وأهالي الجهة بصفة عامة، حيث يتم الاعداد له مسبقا وترتبط به عادات وتقاليد وطقوس خاصة ومتأصلة في هذه البيئة الفلاحية، من طقوس تراثية وغنائية وغذائية وغيرها، تتناغم فقراتها لترسم لوحة فنيّة رائعة، قد لا يفهم معناها سوى من عاش أطوار عملية الجز وواكب احتفالاتها.
ويواكب هذا المشهد الاحتفالي، جمع كبير من المدعوين والفلاحين ومربي الأغنام، الذين يجلبون قطعانهم، لتتحول الى عمل جماعي، يشارك فيه حتى الاقارب والاصدقاء، للمساعدة في إنجاز عملية الجزّ الموسمية، فتنصب الخيام أو بيوت الشعر وتعد أكلات غالبا ما ترتبط بهذه المناسبة، ومنها الزبدة والحليب وبسيسة الكبش المستخرجة من السميد وزبدة اللبن والتمر أو الدقلة.
كما يتم إعداد الكسكسي، بلحم الخرفان التي يتم ذبحها بالمناسبة إكرام للضيوف المشاركين، على أهازيج تراثية يرددها الرجال، تتبعها زغاريد النساء في رمزية الاحتفال ولتشجيع القائمين على عملية الجز، والذين يسمون بـ »الجلاّمون »، والمشتقة من كلمة « الجلم » وهو المقص اليدوي المستعمل لجز الصوف.
ويشار، في هذا الصدد إلى أن المقص أو « الجلم »، كان الأداة الوحيدة التي تعتمد في الجزّ، أما اليوم فقد عوض بآلات كهربائيّة، لتصبح المهمة أقل عناء ومشقة وأكثر سرعة، خاصة عندما يكون القطيع كبيرا.
إلا أنه، ومهما اختلفت الآلات أو الأدوات المستعملة في هذه العملية، فإن الجز يتطلب مهارة وانتباه دقيقين، وهو عملية لا يتقنها ولا يفقه شروطها وأصولها إلا صاحب الخبرة، في إطار المحافظة على صحة الأغنام خاصة من الجروح والقيام بالجز وفق شروط معينة، تقام في شأنها مسابقات، حيث يتوج من يتمتع بأكثر مهارة.
وحول الفوائد الصحيّة لعملية الجزّ، أفاد أحد المشاركين في هذا الموسم، في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة، بأنها تساعد الأغنام على زيادة قابليتها لتناول العلف، ما ما من شأنه أن يحسن نموّها ويحميها من الحشرات والطفيليات، مضيفا أنه يخفّف عنها حرارة فصل الصيف، فتكون العملية بمثابة « نزع معطف شتوي عن الشاة استعدادا لفصل الحر »، وفق تعبيره.
وتنتج عن عملية الجز، كميّات هامة من الصوف، الذي غالبا ما يباع بأثمان زهيدة لا تتجاوز 300 مي، ما يدفع بمربي الأغنام في غالب الأحيان، إلى الاحتفاظ بها أو إتلافها، وخصوصا في ظل غياب وحدات نسيج كبرى بالجهة وتراجع استعمال أغراض منزلية من مفروشات وملابس وغيرها من الصوف.
وتنتهي عملية الجزّ، بمشهد فرجوي يستمتع به الأطفال، حيث يمتطي كل طفل خروفا بعد جزه، ويتمّ اختيار الفتيان إذا ما أراد صاحب القطيع أن يحصل على خرفان، في حين يختار آخرون الفتيات رغبة في تنمية قطعانهم.
ويظل موسم الجزّ، مناسبة اجتماعية واقتصادية وموروث تراثي أصيل، نجحت مثل هذه المهرجانات في تثمينه ثقافيا وتأصيله اجتماعيا، في إعادة لمشاهد من الزمن الجميل، لأجيال يافعة، قد لا تجد يوما ما يربطها بماضي أجدادها إلا من خلال روايات تحكى أو صور تنقل.

بقية الأخبار

ذبذبات البث

frequence FM

الإنتخابات التشريعية

baramej

شبكة خريف شتاء

baramej

الأخبار المسجلة

ak

rd

rg

blagat

خدمات

job

النشرة الجوية

meteo1

مدونة سلوك

الميثاق التحريري