اختتمت هيئة مهرجان فرحات يامون للمسرح برنامجها للدورة الجديدة السابعة والعشرين التي ستنطلق يوم الجمعة المقبل في حلّة جديدة ارتقت به الى مرتبة دولية وذلك للمرة الاولى، رغم ما عرف به من إشعاع ومشاركات من دول عربية وأوروبية بلغ عددها في هذه الدورة احدى عشرة دولة. واتخذت هذه الدورة التي تحتفي بالمسرحي، ابن جزيرة جربة، الراحل منصف بلحاج يحيى، أول مدير للمركز الوطني لفن العرائس شعارا لها: » المسرح والبعد العجائبي » لأن المسرح يقوم على العجيب ويدفع الى الدهشة والخيال، وفق مدير المهرجان زهير بن تردايت الذي قال ان « اختيار هذا الشعار يحيل ايضا الى هذه الجزيرة التي ارتبطت بأسطورة اوليس ووثنية اللوطوس التي أنسته طريق العودة لياتي شعار الدورة في انسجام بين جزيرة الأساطير وبين المسرح وما فيه من خيال وغرابة ».
وتماشيا مع هذا الشعار ستؤثث العرائس التي تشكّل عالما عجيبا، « معرض مسرح العرائس تاريخ وابداع » للمركز الوطني لفن العرائس الى جانب ندوة فكرية حول المسرح والبعد العجائبي بمساهمة اساتذة مختصين وبدعم من الهيئة العربية للمسرح يفتتح خلالها جناح إصدارات الهيئة العربية للمسرح بالمكتبة العمومية بجربة حومة السوق.
أما العروض المسرحية فتنطلق بمسرحية خوف للفاضل العجايبي وجليلة بكار وتختتم يوم الحادي والعشرين من شهر مارس بعرض مسرحية العاصفة عن الملك لير. وبين الافتتاح والاختتام برمجت سلسلة من العروض المسرحية الاخرى صباحية للأطفال مثل السمكة العجيبة والمهرج جياني وصندوق عجب والأمانة والدمية والتخيّل وعروض مسائية للكبار منها كاتب لم يكتب شيئا من ليبيا ورايونو سيتي لمركز الفنون الدرامية بمدنين ومسرحية ميزاجور من المغرب والمغتربان من فلسطين.
وسينظّم المهرجان كما دأب على ذلك دورات تكوينية تمثل تربصات باتت تشغل أركانا قارة بهذه التظاهرة. وستتناول هذه السنة التعبير الدرامي للشباب لفائدة أساتذة التنشيط الشبابي والثقافي وأنشطو نوادي المسرح وآخرى حول الألعاب التمثيلية ومهارات التعبير الحسي الحركي للطفولة المبكرة »، موجهة لمربي الطفولة المبكرة ومدرسي المرحلة التحضيرية. وتتنوّع فقرات المهرجان تلبية لأذواق جمهور متنوع ايضا اصبح وفيا لهذا الموعد من خلال تفاعله دعما وتشجيعا لتنسج علاقة حميمية وروابط متينة بين كلا الطرفين. واختارت هيئة المهرجان ان تمتع الجمهور بإضاءات من المسرح التونسي ومن مسرح الناشئة بالشارقة ومن المسرح العربي في أوروبا ومن المسرح الفلسطيني .
وتكرم هذه الدورة نجوما من المسرح والسينما وهم كمال التوالي ومحمد علي بن جمعة ورؤوف بن يغلان ورشيد عساف وفائق الحميصي وعادل الترتير وسالم الاكوندي، ذلك يوم الافتتاح فيما ستكرم يوم الاختتام المرحوم منصف بلحاج يحيى من خلال عرض شريط وثائقي وتقديم شهادات من رفاقه. ويمثّل مهرجان فرحات يامون للمسرح محطة ثقافية مشعة بجزيرة جربة استطاعت ان تأخذ لنفسها موقعا في الساحة الثقافية وان تشع خارج الجزيرة وخارج حدود الوطن إلاّ أنها بحاجة الى دعم مادي حتى تلتئم في أفضل الظروف وبأقل ضغوطات على مسييريها وهيئة تنظيمها التي تبقى في انتظار دعم وزارة الشؤون الثقافية ايام قليلة قبل انطلاق الدورة رغم كل ما تتطلبه من موارد لتأمين حاجيات ومصاريف كثيرة .
