مسرحية « رايونو سيتي »، تسمية قد ترحل بنا الى ايطاليا، الا انها تحط بنا في احد الاحياء الشعبية بمدينة مدنين، وما يحتويه الحي، من فقر وتهميش ومشاكل بالجملة، وهو الطرح الواقعي الذي تناولته هذه المسرحية التي انتجها مركز الفنون الدرامية والركحية بالجهة واخرجها علي اليحياوي لتكون عرض الافتتاح للمهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدنين.
ليس اول مرة تفتتح هذه المسرحية تظاهرات ثقافية، فقد افتتحت سابقا اسبوع اليوم العالمي للمسرح بالمسرح الوطني، وعرضت في القيروان وفي بن قردان، لتعود من حيث انطلقت الى مدينة مدنين، الى جمهور وجد نفسه فيها وخرج من دور المتفرج ليحس انه في قلب الركح.
وسبق عرض الافتتاح، تنشيط للمدينة بانطلاق كرنفال مدرسي من ساحة الفنون، ليحط رحاله بمركز الفنون الدرامية وبالمركب الثقافي، اين امتزج بفقرات تنشيطية اعدتها هيئة تنظيم المهرجان، وذلك في اطار انفتاح المهرجان على محيطه وعلى المؤسسات التربوية، وفق ما بينه مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين جمال شندول.
وتتواصل عروض المهرجان حتى يوم 29 افريل بسلسلة من العروض منها مسرحية « رهوط » و »منامة عين » و »ارض الفراشات »، و »حين رايتك » و »الساحر » و »طائر السنونو الشجاع » الى جانب مسرحية « حلم فلة » و »الصابرات » ليختتم المهرجان بعرض « المجنون » لتوفيق الجبالي.
وينتظم على هامش المهرجان، معرض صور توثق لمسيرة المسرح، وتربص تكويني، اضافة الى تظاهرة « كميون الفن »، وهي سيارة من نوع 404 مهيأة ومزركشة بها عروض الماريونات والمهرج، كما سيتجه المهرجان الى عدة فضاءات للعرض في اطار تهذيب الذوق وصقل المواهب وتضافر الجهود في مقاومة التطرف والعنف، حسب شندول.
واستطاع المهرجان الذي اطفأ شمعته ال21، ان يكتسب جمهورا ارتقى من طور الفرجة فقط الى الفرجة والقدرة على النقاش وابداء رايه في العمل المسرحي، حيث دأب المهرجان على عادة تمثلت في فتح حوار بعد كل عرض لمناقشته طيلة ساعات.