تختتم يوم الخميس بإحدى الوحدات السياحية في مدينة تطاوين الندوة الفكرية التي ينظمها المهرجان الدولي للقصور الصحراوية في دورته التاسعة والثلاثين تحت عنوان « الموروث الثقافي في خدمة المجتمع والتنمية ».
ويتضمن برنامج هذه الندوة التي تتواصل على مدى ثلاثة أيام ونسقها الدكتور علي الثابتي المدير الجهوي للمعهد الوطني للتراث، ثلاث جلسات علمية اهتمت الاولى بمعرفة وتسجيل وتوثيق المعارف والمهارات المرتبطة بالتراث الثقافي، واهتمت الثانية بتأهيل وصيانة وصون القصور إحياء للذاكرة المحلية والجلسة العلمية، أما الجلسة العلمية الثالثة فقد خصصت لتقديم نماذج من إعادة التوظيف للتراث.
وحضر هذه الندوة نحو ثلاثين طالبا من طلبة الماجستير بالمعهد العالي لعلوم وتقنيات التصميم بتونس العاصمة، إلى جانب عدد ضئيل من أساتذة التاريخ والمهتمين بهذا المجال. أما المحاضرون فكان اغلبهم من المعهد الوطني للتراث على غرار الدكتور ياسين الاكحل والدكتورة اسمهان بن بركة والدكتور عماد صولة إضافة الى عدد من الباحثين من الجامعة التونسية ومن الجامعات الاجنبية وخاصة في الجزائر وليبيا وسوريا.
وتطرق المحاضرون الى عدة مسائل تعرف بقيمة المواقع الاثرية بالجنوب الشرقي ولا سيما تطاوين بين طرق التثمين واساليب التوظيف وتاهيل وصيانة وصون القصور احياء للذاكرة المحلية والقصور بين التوصيف والتوظيف كما تطرق المحاضرون الى التراث الثقافي اللامادي واهمية الحفاظ على التراث الشفاهي وتوثيقه: التجربة الليبية مثالا.
وفي توضيح للتجارب المقارنة، قال الدكتور بن علي محمد الصالح الباحث في التراث والثقافة الشعبية بالجزائر لمراسل « وات » في الجهة ان تجربة توظيف حي الاعشاش الاثري في قلب مدينة الوادي يعود الى بقاء المتساكنين فيه وقربه من السوق المركزية وهو ما لا ينطبق على القصور الصحراوية في ولاية تطاوين. وأكد أن المعالم والاثار عموما تستمد قيمتها من وظيفتها ومحافظتها على خصائصها الاساسية وروحها الاصيلة بعيدا عن التجميل والتعصير على حد قوله.
أما طالبات المعهد العالي للعلوم وتكنولوجيات التصميم فقد اكد عدد منهن لمراسل « وات » في الجهة انهن يزرن الجهة لاول مرة ولا يعرفن شيئا عن مخزونها التراثي ودخلن مباشرة في اشغال الندوة دون ان يتمكن من التجول في المواقع الاثرية ولا المعارض التي سيزورنها في اليوم الاخير معبرات عن اعجابهن بما تم عرضه من صور ومشاهد تعرف بالقصور والصناعات التقليدية. وأشرن إلى الفائدة الجمة التي سيتحصلن عليها من خلال هذه الزيارة التي من شأنها أن تساهم في إثراء معارفهن وتدفعهن الى مزيد البحث والاستفادة من صناعة وابداعات الاجداد على حد قولهن.
