تغير كل شيء في جزيرة جربة وهي تستعد لاحتضان قمة الفرنكوفونية وحتى المشهد الثقافي بها انتعش ونشط فأحيت لياليها وأيامها واصبحت تعيش فنا بامتياز. وكان يوم أمس حافلا بالفرجة .
تحت شعار جربة تحتفل تتواصل عديد التظاهرات الموازية لقمة الفرنكوفونية ليعود في دورته 29 مهرجان فرحات يامون للمسرح مصافحا جمهوره بباقة من الأعمال المسرحية بعد ان افتتحت فعالياته مساء أمس بكرنفال جاب شوارع مدينة جربة حومة السوق باستعراضات لفرق كثيرة قدمت لوحات فنية فيها مزيج بين التراث والحداثة .
وفي توقيت متقارب ومكان قريب وسط مدينة حومة السوق تجمعت جماهير غفيرة لمواكبة انطلاق ليالي اوليس في تعطش لمهرجان اوليس الدولي الذي حجب بسبب اشغال شهدها المسرح البلدي لاعداده لقمة الفرنكوفونية.
بعرض نوالة انطلقت اولى فقرات ليالي اوليس الذي هو من انتاج مسرح الاوبرا بتونس وانجاز الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، وقد جمع فنانين تونسيين لهم زادهم في المجال فقدموا فكرة جريئة لاعادة النظر في التراث الموسيقي الشعبي التونسي . وانطلق العرض الذي اثثته مجموعة من الشباب من الماضي وبنى عليه في تواصل مع الحاضر فكان مزيجا بين التراث والمعاصر ادواتا موسيقية وغناء وملابس ورقصا .
لوحات استعراضية راقصة وغنائية قدمتها مجموعة في تناغم وانسجام وحركة فكان العرض متكاملا ومتوازنا شكلا واداء ومعنى لعبت فيه كل العناصر ادوارها فاستقام الاداء وكانت متعة الفرجة .
تناغمت الحركة مع اللباس ومع الموسيقى ومع الغناء فاستكملت اللوحة اخراجها وابداعها في سينوغراغيا جديدة ما حرك الجمهور العريض الذي واكب العرض حتى النهاية وتفاعل معه ايجابيا، مؤكدا وعيه وحسه الفني من ناحية وحرصه على انجاح قمة الفرنكوفونية من ناحية اخرى، من منطلف أن يكون حاضرا في كل المواقع المتاحة له بالمشاركة الفاعلة .
وقد أرادت هيئة تنظيم ليالي اوليس ابراز التراث الوطني في هذا الموعد الدولي وتثمين المخزون التراثي الثري والخصب لبلادنا وللجزيرة في رؤية فنية جديدة، مع الجمع في فقرات اخرى بين كل الانماط الموسيقية والاشكال الفنية لتنتظم في عروض اخرى موسيقى الجاز والعرض الصوفي وعدة مفاجآت أخرى طيلة 6 ايام متتالية في تظاهرة ليالي اوليس جربة التي اخذ فيها مهرجان جربة اوليس شكلا اخر ضمن فعاليات الاحتفال بقمة الفرنكوفونية وفق مراد ريحان رئيس التظاهرة ورئيس هيئة تنظيم مهرجان اوليس.
وتنتظم في اطار الانشطة الثقافية الموازية لقمة الفرنكوفونية 24 تظاهرة ثقافية تساهم فيها كل معتمديات ولاية مدنين من مهرجان الغربوز ببني خداش وتظاهرة عدنا ببن قردان وزوايا الفن بمدنين وعدة انشطة متنوعة سيعرض الكثير منها بالقرية الفرنكوفونية التي ستشع ثقافة وفنا من أجل التعريف بالخصوصية الثقافية وتثمين التراث مع الانفتاح على المعاصر وفق المندوب الجهوي للثقافة بمدنين ابراهيم العرف.