ينذر التوسع العمراني في حي المهرجان بمدينة تطاوين، في اتجاه مصب عشوائي للنفايات ينتصب على بعد أمتار قليلة من الحي، بمخاطر صحية جمة على السكان إذ تنتشر في أنهج هذا الحي روائح كريهة تعكر صفو السكان، ولكن ذلك لم يمنع حركة البناء والاعمار من أن تتواصل دون توقف، ولم يثن البعض عن شراء الاراضي في هذه المنطقة وبيعها، وهو ما أدى إلى اقتراب البنايات الجديدة، من الجهة الشرقية، أكثر فأكثر إلى مصب النفايات.
يقول محمد بن خليفة أحد سكان الحي: » لم أكن أتصور أن يتحول السكن الى ما يشبه الجحيم حينما اقتنيت أرضا هنا وقمت ببناء منزلي عليها قبل 5 سنوات »، مشددا، على ضرورة تولي البلدية مسؤولية « ترحيل المصب بعيدا عن الحي السكني ».
ويتابع قائلا: « تنبعث الراوئح مع هبوب الرياح من الجهة الشرقية ( البحري)، وتنتشر روائح مؤذية في شوارع الحي ويجد الناس أنفسهم مجبرين على غلق منازلهم وبيوتهم للاحتماء من الذباب والبعوض المنتشر بكثافة في الحي ».
في الاثناء ينشط البرباشة في جمع النفايات وفرزها وعادة ما يلجؤون إلى حرق بعض النفايات ما يؤدي الى انبعاث أعمدة دخانية تنتشر في الأنهج والشوارع بحي المهرجان ما يزيد من معاناة سكان الحي، وفق ما ذكروه في حديثهم ل(وات).
من جهته، أكد فتحي غميض الذي يقطن في نفس الحي أن المصب يمثل مصدر ازعاج للسكان، مشيرا بيده إلى تجمع سكاني يضم عشرات المنازل يجاور تماما المصب برز للوجود اثر توسع عمراني شهده الحي بعد ثورة 2011 .
رئيس بلدية تطاوين، بوبكر صويد، أفاد في حديث ل(وات)، أنه يتم حاليا ردم وجهر النفايات في المصب بصفة عشوائية رغم أن طاقة استيعابه استنفذت بالكامل، مؤكدا أن البلدية تسعى الى توفير أرض من أجل تركيز مصب بلدي في مكان آخر يكون بعيدا عن المصب الحالي « .
ويصف صويد، المصب ب »الكارثة الصامتة »، معتبرا، أن الزحف العمراني قد يزيد من حدة مخاطره الصحية على المواطنين وكذلك على المائدة الجوفية حيث توجد على مقربة منه آبار للشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه.
ولم ينف رئيس البلدية عدم توفر الضمانات الكافية في أن تلتزم وزارة الشؤون المحلية والبيئة بانشاء مصب عصري ومراقب حال تمكن البلدية من توفير أرض لاحداثة، مبينا أن إغلاق المصب القديم وتوفير آخر جديد يمثل استحقاقا بيئيا وصحيا من أجل حماية المواطنين من آثار التلوث الواقع بمحاذاة حيهم السكني.
وقال إنه يتم التفكير في احداث مركز لفرز النفايات من أجل اعادة تثمين النفايات واستغلالها في الدورة الاقتصادية، مشيرا، إلى امكانية الاستعانة بأعوان من شركة البيئة والبستنة لانجاز هذه المشاريع.