قال رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، امس الخميس، في لقاء حواري مع قناة France24 (باللغة العربية)،بثته مساء امس الخميس انه فخور بما تحقق في تونس بعد مرور سبع سنوات على الثورة معتبرا ان ثقافة الديمقراطية في تونس تعد أمرا جديدا وانه حريص على المحافظة على مكاسب الثورة وعلى جوهرها وتجاوز أوجه النقص الحاصلة .
واضاف قوله « ان تونس اتخذت نهجا ديمقراطيا منذ ثلاث سنوات وتجربتها غير معدة للتصدير نظرا لأن لكل دولة خصوصيتها و الديمقراطية قائمة على الممارسة و ليس علئ الشعارات « .
وحول تقييمه لآداء الحكومة بقيادة يوسف الشاهد قال رئيس الجمهورية « مادام مجلس نواب الشعب يصوت لفائدتها فذلك يعني ان آداءها جيد  » مضيفا ان لديه ثقة في رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي اختاره بنفسه لرئاستها نفيا وجود « أي صراع  » معه خلافا لما ذكره الرئيس الاسبق للجمهورية محمد منصف المرزوقي امن وجود خلاف بينهما مؤكدا ان الدستور « ينظم صلاحيات كل طرف »،حسب تعبيره .
وتطرق رئيس الجمهورية الى الانتخابات البلدية المقبلة وقال ان تحديد موعدها هو من مشمولات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي تتحاور حاليا مع الاحزاب لتحديد موعد نهائي لهذا الاستحقاق معبرا عن الامل في الا يتجاوز موعد تلك الانتخابات شهر افريل 2018 .
وتعليقا عل سؤال حول علاقته مع حزب النهضة و رئيسه راشد الغنوشي قال رئيس الدولة في حواره مع القناة الفرنسية » « انا اتعامل مع حزب النهضة لان الشعب اختاره كثاني قوة سياسية ممثلة في البرلمان وهذا الأمر هو واقع سياسي اتعامل معه كما انه يمثل اسس تجربتنا الديمقراطية الناجحة و التي حققت الاستقرار لتونس  » مضيفا ان المراجعات الفكرية التي قامت بها حركة النهضة « طيبة لكنها غير كافية » مؤكدا ان تلك الحركة مطالبة بمواصلة الاصلاح لتصبح حزبا سياسيا مثل غيرها من الاحزاب »،حسب تعبيره.
وردا عل سؤال حول امكانية ترشحه للانتخبات الرئاسية لسنة 2019 قال رئيس الجمهورية « لدي التزام باتمامي عهدتي الرئاسية الحالية و المسالة لا تتعلق بالترشح لفترة جديدة وانا اعمل من اجل تحقيق ما وعدت به التونسيين سنة 2014 ومازاد عن ذلك لا يهمني ».
وبخصوص تصنيف تونس ملاذا ضريبيا من قبل الإتحاد الأوروبي قال رئيس الجمهورية ان ذلك التصنيف الذي تناسى دولا أخرى يعد « مظلمة في حق تونس يجب رفعها في اقرب وقت » خصوصا وانها اساءت كثيرا لتونس كما ان ذلك التصنيف الاوروبي لا يتماشي مع الوضع الحقيقي لتونس التي لم تكن معروفة من قبل بتبييض الاموال فيها .
وفي رده على سؤال حول المعركة ضد الإرهاب في تونس قال قايد السبسي ان « تونس حققت تقدما كبيرا في مواجهة هذه الآفة مقارنة بسنة 2015 التي شهدت حينها ثلاثة اعتداءات الإرهابية » مضيفا ان عدد التونسيين الذي عادوا من بؤر التوتر في الخارج هو في حدود 800 فرد و ان « خطر الارهاب لن يتنتهي ويجب ان تتواصل مكافحته  » .
و شمل حوار رئيس الجمهورية مع قناة France24 أيضا الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى تونس العام المقبل و قال انها ستكون « مناسبة للحوار حول جملة من الميادين و للتقدم بالعلاقات بين البلدين » كما شمل الحوار الوضع في ليبيا وإمكانية انجاز انتخابات فيها العام المقبل.
ولاحظ رئيس الدولة في هذا الشأن أن الوضع في ليبيا وضع معقد معبرا عن امله في توصل الفرقاء هناك الى توافق ينهي الازمة التي تمر بها بلادهم من فترة بعيدا عن اي حل عسكري او تدخل خارجي .
وكان رئيس الجمهورية قد تحول الاحد الماضي الى فرنسا في زيارة استغرقت 3 ايام اجرى خلالها لقاء عمل مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون ومثل تونس في قمة حول المناخ حضرها قادة دول ورؤساء الحكومات في إطار تظاهرة « كوكب واحد « .