اخذ العلبة وفتح احد الأكياس الصغيرة بداخلها لم ينبس ببنت شفة ، وضعها في كأس معد لتقديم الشاي أضاف إليها القليل من الماء الساخن حركها ببطء و سألني هل تتناول الشاي في العادة دون سكر أجبته نافيا لم اتعود بعد على ذلك ، أضاف قطعتين من السكر وقدم الكأس لي تناولته بتؤدة واستجمعت حواسي لأتذوق طعمه وكانت المفاجأة .
كأس شاي اخضر بالنعناع ، بدا كأنه محضر للتو بأياد تجيد بمهارة وإلى حد بعيد طريقة تحضير هذا المشروب الشعبي الواسع الانتشار و بالطريقة التقليدية المعروفة ، مذاق رائع لتركيبة فريدة قال عنها مخاطبنا طارق الطالبي مدير شركة ناشئة  » Start up  » تم انشاؤها حديثا في منطقة الخليدية من ولاية بن عروس « هي الأولى من نوعها على مستوى العالم بأسره »، وفق قوله .
انطلقت فكرة المشروع منذ اربع سنوات يتابع محدثنا وهي نتيجة عمل مخبري مركز لكوادر الشركة استمر لفترة طويلة تبعته تجارب مختلفة ومجهود بحثي وتحاليل مخبرية لاختبار المنتوج والتأكد من كونه يحافظ على المواصفات التي قامت الفكرة عليها وتم ضبطها وتحديدها منذ البداية.
المنتج باختصار شديد مسحوق شاي اخضر بالنعناع سريع التحضير طبيعي مائة بالمائة لم تضاف اليه أية مواد حافظة او ملونات أو تركيبة صناعية مضافة وهو ليس شبيها لنقيع الشاي الأخضر وانما تركيبة جديدة طبيعية في مختلف مكوناتها دون أي إضافات هي الأولى من نوعها في العالم حيث تم القيام بكل الإجراءات التي تثبت تسجيل براءة الاختراع لهذا المنتج الذي تم تسجيله وفقا للمواصفة الفنية كتركيبة فريدة من نوعه تدخل لأول مرة حيز الاستهلاك على مستوى العالم باسره.
وبالانتهاء من الدراسات الفنية ومن التكنولوجيا المعتمدة في ضبط التركيبة والتي بقيت سرا غامضا لم يحدثنا عنه مخاطبنا بدأ العمل على تركيز وحدة إنتاج وأخرى للتسويق منذ ثلاثة أشهر تقريبا وتركزت عملية التسويق خلال هذه الفترة على سوق المؤسسات الفندقية .
عملية التسويق في هذه المرحلة الأولى شملت كذلك الأسواق الخارجية حيث تم تركيز شبكة أولى للموزعين في لبنان وفرنسا والإمارات العربية المتحدة وفي المغرب الأقصى رغم صعوبة المنافسة مع هذا البلد المعروف بجودة تحضيره وتوزيعه لهذا المنتج بالطريقة التقليدية.
مدير الشركة أفاد أن أشهر ماركة عالمية في توزيع الشاي سريع التحضير عرضت عرضا مغريا لشراء الشركة ببراءة اختراعها الا ان مالكي المؤسسة رفضوا العرض وقرروا خوض التجربة.
تتعامل الشركة في هذه المرحلة في شراء حاجياتها من ورق الشاي الأخضر من الديوان التونسي للتجارة ومن ورق النعناع من خلال التعاقد مع مجموعة من الفلاحين بعد ابرام عقود زراعة معهم في كامل تراب الجمهورية.
الملفت للانتباه أن إنشاء الشركة وتكوين وحداتها المنتجة تم إنجازه بخبرات تونسية صرفة حيث تم صنع مختلف الآلات في سلسلة الإنتاج بعقول تونسية وبتصميم هندسي محلي وهو جهد كبير من قبل المهندسين العاملين بالشركة ومكتب دراستها الذي يسيطر على التقنية الإنتاجية بالكامل، وهي رغبة قال عنها محدثنا بعد اصرارنا على معرفة اسرار التركيبة : ان مسؤولي الشركة يرغبون في الاحتفاظ بالتكنولوجيا الجديدة التي لا يوجد مثيل لها في العالم وحماية هذا المنتج بعد إعطاء اسم لهذه الشركة الناشئة حتى تصبح ماركة مسجلة ومعروفة على المستويين المحلي والدولي .
انطلقت الشركة في برنامجها التسويقي المرحلي حيث تبيع مبدئيا وعلى المستوى المحلي في أشهر الفنادق والمطاعم التونسية كما اختارت بعض العواصم الأجنبية ليكون لها موزعون حصريون لإنتاجها ومن المنتظر أن تتوسع القائمة لتشمل بلدانا أخرى إلى حين دخولها سوق التوزيع في المحلات والفضاءات التجارية حيث اختارت الشركة ان تنفتح على الفضاءات التجارية الكبرى في تونس مع نهاية السنة الحالية .
وأرجع طارق الطالبي تأخر التسويق في هذه الفضاءات إلى رغبة الشركة في اعتماد نموذج تسويقي وهوية جديدة لمنتوجها وهو ما تعمل عليه خلال الفترة الحالية بالتعاون مع مختصين في فنون التعبئة والتسويق الى جانب حاجة الشركة الى التوسع اكثر في وحداتها المركزية المنتجة حتى تتمكن من الاستجابة للطلبات المتزايدة على المستويين المحلي والدولي .
واعتبر المسؤولون على الشركة أن أهم تحد يعمل عليه المختصون في مخابر الشركة هو الحفاظ على نفس المذاق بالنسبة للمسحوق سواء خلال الأيام الأولى لتصنيعه او بعد مرور فترة زمنية عليه بعد تخزينه وقد أثبتت التحاليل والتجارب المخبرية المجراة على المنتج انه قادر على المحافظة على مذاقه الأصلي وخصائصه الطبيعية خلال فترة زمنية تمتد إلى سنتين، بحسب قولهم.
وتقدر الطاقة الإنتاجية الأولية للشركة في هذه المرحلة بنحو 54 طن قابلة للتطور اربع مرات اكثر بعد استكمال اشغال التوسعة وتركيز السلاسل الإنتاجية الجديدة .ويعول أصحاب الشركة كثيرا على نجاح التجربة وعلى مردودية المنتوج بفضل امتلاك الشركة لكامل للتقنية التكنولوجية المعتمدة .