افتتاح الجناح التونسي بالتظاهرة العالمية إكسبو 2025 باليابان تحت عنوان "رنين"

افتتحت تونس، الأحد، ب"يوميشيما"، الجزيرة الصناعية اليابانية، على أرض أوساكا، التي تحتضن العالم على مدى ستة أشهر، ضمن فعاليات التظاهرة الكونية "إكسبو 2025 أوساكا/كانساي"، رسميا، جناحها الوطني في هذا الحدث العالمي، الذي ينتظم تحت شعار " تصميم مجتمع المستقبل، من أجل حياتنا "، والذي من المنتظر أن يستقطب ما يناهز 30 مليون زائر.
وكشف الجناح التونسي، الذي يحمل عنوان "رنين" Résonnance، عن تصميم معماري يمزج بين البعد الفني والتجربة الحسيّة. وتوافد على الجناح، خلال
الساعات الأولى من اليوم الافتتاحي، آلاف الزوار اليابانيّين ومن جنسيّات أخرى إفريقية وآسياوية وأوروبية ومن أمريكا اللاتينية، بالاضافة إلى عدد من أفراد الجالية التونسيّة باليابان، وزوّار تونسيّين جاؤوا خصيصا لليابان لاكتشاف "إكسبو 2025" وزيارة الجناح التونسي.
واختزل مصممّو الجناح الوطني صورة الهويّة والعمق والرؤية ضمن أربع محطّات تأخذ الزائر في رحلة غامرة عبر الزمان والمكان. فتنطلق الرحلة من فضاء "الصدى"- Echo حيث تستعيد الذاكرة وتنبض الأقنعة القرطاجيّة من جديد، عبر عروض هولوغرامية تتماهى فيها الصور مع الماء كعنصر بيئي أساسي، وإنذار صامت بضرورة المصالحة مع الطبيعة.
ثم يمضي الزائر إلى فضاء " المسار "- Elan، عبر ممرّ صحراوي تتناثر فيه صناديق مضيئة تسرد حكايات بصرية شفافة، تنبع من عمق الرمال وتغمر الأفق بنجوم تُرشد العابرين وتوقظ فيهم دهشة البدايات.
في فضاء " اليقظة"- Eveil، تنبثق تونس المعاصرة بكل ما تحمله من مشاريع تكنولوجيّة وابتكارات تعكس التزامها بقيم الاستدامة، والتضامن، والإبداع، في فسحة تنبض بالحياة وتؤكد على أن المستقبل يُصنع الآن.
ويبلغ المسار ذروته في الفضاء الرابع والأخير "الجوهر" - Essence، القلب النابض للجناح، حيث ينتصب مجسّم حنبعل شامخاً، منحوتاً على واجهة بلورية برونزيّة شفافة، إلى جانب شجرة زيتون وارفة، تجسّدها فسيفساء رصّت بأنامل تونسيّة، قطعة قطعة، وتمتدّ على طول وعرض الفضاء.
تتعطّر الأجواء بشذى الياسمين وتصدح من حولها أنغام تونسيّة دافئة تعبّر عن وطن لا يزال يصنع الفارق بحضوره وصوته ووجدانه. وهناك أيضاً، يكتشف زائر الجناح الوطني التونسي الصناعات التقليدية التي نسجت بخيوطها جسوراً بين الفن والوظيفة، وبين الذاكرة واليوم.
وفي الفضاء نفسه، تجذب الأنظار مائدةٌ ("الميدة" باللهجة التونسيّة) فخمةٌ مصنوعة من خشب الزيتون، بألواح سميكة تعبّر عن صلابة الأرض ودفء الضيافة، وتدعوك للجلوس والتأمّل في جمال التفاصيل.
وتسعى تونس من خلال مشاركتها في إكسبو 2025 أوساكا إلى تعزيز صورتها الاقتصاديّة والثقافيّة والسياحيّة، وترسيخ موقعها كوجهة جاذبة للاستثمار والتعاون، مستثمرة هذه التظاهرة الكونيّة كمنصّة لترسيخ حضورها على السّاحة الدوليّة.
وتأتي مشاركة تونس بإكسبو 2025 امتدادا لتاريخ طويل من الحضور التونسي في مختلف التظاهرات الكونيّة، منذ إكسبو لندن سنة 1851، مرورا بباريس وشيكاغو وبروكسيل ومونتريال وإشبيلية وهانوفر وأيشي وشنغهاي وميلانو وآخرها دبي 2020، حيث كانت تونس، ولا تزال، تحمل رسالة ثقافيّة واقتصاديّة تختزل غنى الهويّة الوطنيّة وتنوّع روافدها.
تبلغ هذه المشاركات أوج تميّزها في "إكسبو 2025 أوساكا"، حيث لا يُعدّ جناح تونس مجرّد فضاء للعرض، بل هو دعوة مفتوحة لاكتشاف تونس كما لم تُرَ من قبل: تونس التي تؤمن بالسّلام، وتحتفي بالحياة، وتراهن على المعرفة والإبداع والتنوّع.