شركة تونسية ناشئة تجدّد حلا من أجل تيسير النفاذ إلى المياه والحدّ من التلوث البلاستيكي

أطلقت الشركة التونسية الناشئة "كومولوس ووتر"، التي طورت جهازا لإنتاج المياه من الهواء، مستنسخا ظاهرة تكاثف الندى الطبيعية، نموذجا ثانيا من الآلة "بوكس"، التي تنتج المياه العذبة خلال الصيف والتي يمكن نقلها من موقع إلى آخر.
ويعد هذا النموذج أكثر متانة وقابلية للنقل وهو يتلاءم مع المواقع النائية غير المتصلة بشبكة مياه الشرب. كما يمكن تركيب هذه الآلة، التي تنتج وتبرّد الماء في الصيف، على الأسطح، على سبيل المثال، لتوفير مياه عذبة صلب الشركة أو المؤسسة، وفق ما صرحت به لـ"وات"، المسؤولة عن استراتيجية النمو بالشركة التونسية الناشئة "كومولوس ووتر"، أريج مجدي.
وأوضحت مجدي، أنه يمكن استخدام هذه الآلة، بسعة تتراوح بين 20 و30 لترا من الماء يوميا، تحديدا لتوفير المياه لفائدة التلاميذ بالمدارس الواقعة في المناطق النائية في تونس.
وأردفت القول "المياه المنتجة ذات جودة عالية، ومطابقة للمعايير الأوروبية، وخالية من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة".
وأضافت في هذا الصدد، أن الشركة الناشئة استطاعت توفير المياه عبر آلاتها لصالح 15 مدرسة في المناطق التابعة لولاية القيروان، "وهي المنطقة الأكثر معاناة من ندرة المياه".
وأكدت مجدي، أن الشركة الناشئة تطمح الى تيسير حصول التلاميذ على مياه ذات نوعية جيدة، لا سيما وأن 20 بالمائة من المدارس التونسية، أي ما يقارب من 527 مدرسة، لا تتوفر على إمكانية الوصول إلى المياه، مشيرة إلى أن الجهود تبذل في إطار مقاربة المسؤولية الإجتماعية والبيئية، بالشراكة مع البنوك والهياكل، على غرار مؤسسة التمويل الصغير "إندا".
وبينت في ذات السياق، " أن المسؤولين عن المؤسسة يعكفون، بدافع الحاجة الملحة لمعالجة مسالة شح المياه في المناطق النائية في تونس، على إيجاد حلول مبتكرة وملموسة".
وقد اختارت الصحيفة الفرنسية اليومية للأخبار الإقتصادية والمالية ""Les Echos، مؤخرا، مؤسسي الشركة الناشئة، إيهاب التريكي ومحمد علي عبيد، ضمن قائمة الشخصيات البارزة لسنة 2025.
ومن الناحية التقنية، يمتص جهاز "كومولوس ووتر"، الهواء بمحاكاة ظاهرة الندى، ثم ينقيه من الشوائب والجسيمات الدقيقة عبر مصافي للمياه، ليصبح الماء معدنيا عبر خرطوشة مصنعة من الحجر الطبيعي.
وتمكن كل وحدة من تفادي استخدام حوالي 500 كيلوغرام من البلاستيك سنويا، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن نقل المياه المعبأة.
وأُطلق النموذج الجديد للشركة الناشئة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للأرض، الموافق ليوم 22 أفريل 2025.
وأُقيم عرض في تونس بهذه المناسبة، تمحور حول تأثير البلاستيك والتلوث الذي يمكن تجنبه من خلال آلات إنتاج المياه التونسية.
وبحسب مجدي، تغطي آلة "بوكس" واحدة احتياجات حوالي ثلاثين شخصا، أي ما يعادل استهلاك 180 قارورة مياه بلاستيكية سعة نصف لتر تستهلك على مدار ثلاثة أيام.
ويعد الحد من تأثير البلاستيك وتلوث الهواء، أحد الأهداف الرئيسية للشركة الناشئة التونسية التي تمكنت خلال سنة 2023، من تجنب انبعاثات في حدود 8000 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون و 5000 كيلوغرام من البلاستيك، وهي حاليا في طريقها نحو التوسع الدولي، حيث تمتلك مكتبين في فرنسا وإسبانيا، ولديها إمكانات تصديرية الى عدة دول.