المجلس الرئاسي الليبي يأمر بوقف شامل لإطلاق النار بعد اشتباكات في طرابلس

أمر المجلس الرئاسي الليبي في قرار أصدره الأربعاء بوقف شامل لإطلاق النار وعودة جميع الوحدات العسكرية إلى مقراتها فورا دون شروط، بعد اشتباكات عنيفة بين تشكيلات عسكرية متنافسة بدأت الإثنين وسط العاصمة طرابلس.
وأصدر المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي قرارا نشرته وكالة الأنباء الليبية (وال) اليوم (الخميس) قضى "بوقف إطلاق النار وقفا شاملا في جميع المناطق .. وعلى جميع الوحدات العسكرية العودة إلى مقراتها فورًا دون قيد أو شرط".
ونص القرار على أن "تتولى رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي مراقبة وتقييم الأوضاع، والإبلاغ عن أي خروقات وتحديد المسؤوليات على من يخالف ذلك".
وقضى أيضا بـ"تجميد قرارات حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ذات الطابع العسكري أو الأمني المتعلقة بإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية أو تعيين أشخاص
بمهام أمنية أو عسكرية".
ونص القرار كذلك على تشكيل "لجنة تقصي حقائق" برئاسة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي بشأن الأحداث في طرابلس ابتداء من يوم الإثنين.
ويأتي هذا القرار بعد اشتباكات مُسلحة عنيفة بين تشكيلات عسكرية متنافسة وسط العاصمة طرابلس بدأت يوم الإثنين الماضي، وتجددت يومي الثلاثاء والأربعاء.
وبدأ توتر الوضع الأمني في طرابلس الإثنين في أعقاب مقتل رئيس "جهاز دعم الاستقرار" التابع للمجلس الرئاسي الليبي عبدالغني الككلي، المعروف باسم "غنيوة"، واقتحام عدد من مقراته والسيطرة عليها من قبل "اللواء 444" مسنودا بـ" الكتيبة 111"، التي يقودها عبدالسلام الزوبي وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية.
وبعد ذلك ساد هدوء حذر وسط طرابلس، لكنه لم يصمد طويلا، إذ انفجر الوضع الأمني من جديد بعدما أصدرت حكومة الدبيبة قرارا مساء الثلاثاء الماضي بـ "حل جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة" التابع للمجلس الرئاسي.
وشهدت طرابلس اشتباكات مُسلحة تواصلت لساعة متأخرة من ليل الأربعاء-الخميس بين قوات جهاز الردع واللواء 444 قتال التابع للجيش الليبي أسفرت عن سقوط ستة قتلى وأكثر من 70 جريحا، بينهم حالات حرجة، بحسب وسائل إعلام محلية ليبية.
وفي تطور ميداني رافض لهذه الاشتباكات، خرج العشرات من سكان طرابلس في مظاهرات غاضبة وسط العاصمة رفعوا خلالها شعارات تُطالب بإسقاط حكومة الدبيبة، على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية، وتورط أطراف محسوبة على الحكومة في الصراع الدائر.
وتعاني ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في العام 2011 من فوضى وانقسامات سياسية تعمقت بوجود حكومتين، إحداهما تحظى باعتراف دولي، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، والثانية كلفها مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، ومقرها بنغازي شرق البلاد.