خامنئي يرفض دعوة ترامب للاستسلام والرئيس الأمريكي يقول إن صبره نفد

رفض الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الأربعاء دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستسلام غير المشروط في حين قال ترامب إن صبره نفد دون أن يُبدي أي إشارة إلى خطوته التالية.
وفي حديثه للصحفيين، رفض ترامب الإفصاح عما إذا كان قد اتخذ أي قرار بشأن الانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية، قائلا "قد أفعل ذلك. وقد لا أفعل. أعني، لا أحد يعلم ما سأفعله".
وقال إن الإيرانيين تواصلوا مع واشنطن وعرضوا الاجتماع في البيت الأبيض لكن "تأخر جدا وقت الحديث".
وأضاف ترامب في تصريحات أمام البيت الأبيض "استسلام غير مشروط، لقد سئمت هذا الأمر".
وعندما سئل عن رده على رفض خامنئي طلبه بالاستسلام، قال ترامب "أقول، حظا سعيدا".
وفي أحدث غاراتها الجوية، قالت إسرائيل إن قواتها الجوية دمرت مقرا للشرطة الإيرانية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو نشره مكتبه مساء اليوم الأربعاء إن إسرائيل "تتقدم خطوة بخطوة" نحو القضاء على التهديدات التي تشكلها المواقع النووية الإيرانية وترسانة الصواريخ الباليستية.
قال نتنياهو "نسيطر على أجواء طهران. نضرب بقوة هائلة نظام آية الله. نضرب المواقع النووية والصواريخ والمقرات ورموز النظام".
ووجه الشكر إلى ترامب، "الصديق العزيز لدولة إسرائيل"، لوقوفه إلى جانبها في الصراع، قائلا إنهما على اتصال مستمر.
وفي خطاب مسجل بثه التلفزيون، وهو أول ظهور له منذ يوم الجمعة، وبخ خامنئي (86 عاما) ترامب قائلا إن الأمريكيين "يجب أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سيكون بلا شك مصحوبا بأضرار لا يمكن إصلاحها".
وأضاف "العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها لا يتحدثون البتة بلغة التهديد إلى هذا الشعب لأن الشعب الإيراني لن يستسلم".
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن إيران استدعت السفير السويسري في طهران بصفته ممثلا للمصالح الأمريكية في البلاد للاحتجاج على "تصريحات ترامب الاستفزازية".
وانحرف ترامب عن اقتراح نهاية دبلوماسية سريعة للحرب إلى الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قد تنضم لها. وفي منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء، تحدث عن قتل خامنئي، ثم طالب إيران "بالاستسلام غير المشروط!".
وقال مصدر مطلع على المناقشات الداخلية إن ترامب وفريقه يدرسون خيارات تشمل الانضمام إلى إسرائيل في الهجمات على المواقع النووية الإيرانية. وقال وزير الدفاع بيت هيجسيث أمام لجنة بمجلس الشيوخ إن البنتاجون مستعد لتنفيذ أي أمر يصدره ترامب.
وسخرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة من ترامب في منشورات على موقع إكس قائلة "إيران لا تتفاوض تحت الضغط، ولن تقبل السلام تحت الضغط، وبالتأكيد ليس مع داع للحرب ومحب للظهور".
وأضافت "لم يتذلل أي مسؤول إيراني قط أمام أبواب البيت الأبيض. الشيء الوحيد الأكثر دناءة من أكاذيبه هو تهديده الجبان "بالقضاء" على الزعيم الأعلى لإيران".
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الطائرات الإسرائيلية قصفت أهدافا في طهران ومحيطها وفي غرب إيران خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على ثلاث موجات، مستهدفة مواقع لإنتاج مواد خام ومكونات وأنظمة تصنيع صواريخ.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "نركز على طهران. من بين الأهداف التي هاجمناها موقع تصنيع أجهزة طرد مركزي، وهو موقع حيوي ضمن مسعى النظام الإيراني لتخصيب اليورانيوم".
* الفرار من طهران
ازدحمت حركة السير على الطرق السريعة المؤدية إلى خارج طهران التي يقطنها زهاء 10 ملايين نسمة. وقالت أريزو (31 عاما) لرويترز عبر الهاتف إنها تمكنت من الوصول إلى مدينة لافاسان الساحلية القريبة.
وأضافت "سنبقى هنا طالما استمرت هذه الحرب. تعرض منزل صديقتي في طهران لهجوم وأُصيب شقيقها. هم مدنيون. لماذا ندفع ثمن قرار النظام بمواصلة برنامجه النووي؟".
وفي إسرائيل، دوت صفارات الإنذار لتحذير الناس من الضربات الصاروخية الإيرانية اليوم الأربعاء. ولم ترد تقارير عن أضرار جسيمة، بينما قال مسعفون إسرائيليون إن سائق سيارة أصيب بشظايا صاروخية.
وأبلغ الجيش المدنيين لاحقا بإمكانية مغادرة المناطق المحمية، مشيرا إلى زوال الخطر.
وفي محطة قطار مدينة رمات جان شرق تل أبيب، استلقى الناس على حشايا للنوم على الأرض وفرتها السلطات.
وقالت تمار فايس وهي تحتضن ابنتها البالغة من العمر أربعة أشهر "أشعر بالخوف والإرهاق، خاصة لأنني أعيش في منطقة مكتظة بالسكان يبدو أن إيران تستهدفها، ومدينتنا بها أبنية قديمة جدا، بدون ملاجئ وأماكن آمنة".
وأفاد مسؤولون إيرانيون بمقتل 224 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية، معظمهم من المدنيين، على الرغم من أن هذه الحصيلة لم يتم تحديثها منذ أيام.
وفي إسرائيل، تعد الضربات الانتقامية الإيرانية هي المرة الأولى في حرب الظل والصراع بالوكالة المستمرين منذ عقود التي يخترق فيها عدد كبير من الصواريخ التي تطلق من إيران دفاعاتها، مما تسبب في مقتل إسرائيليين في منازلهم.
ومنذ يوم الجمعة، أطلقت إيران نحو 400 صاروخ على إسرائيل، اخترق نحو 40 منها الدفاعات الجوية، مما أودى بحياة 24 شخصا، جميعهم من المدنيين، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
* الضغط
تستكشف إيران الخيارات التي قد تستخدمها للضغط، بما في ذلك تهديدات ضمنية بالإضرار بسوق النفط العالمية من خلال تقييد الوصول إلى منطقة الخليج عبر مضيق هرمز وهو الشريان الأهم في العالم لتدفق وشحن النفط.
وارتفعت أسعار الخام بنسبة تسعة بالمئة يوم الجمعة، وشهدت ارتفاعا ملحوظا هذا الأسبوع. لكن الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية للطاقة قال إن الارتفاعات حتى الآن لا تزال محدودة.
وفي إيران، أبدت السلطات عزما على منع الفزع ونقص الإمدادات ولم يسمح سوى بتبادل لقطات محدودة للدمار مقارنة بالأيام الأولى من القصف عندما بثت وسائل إعلام رسمية صور انفجارات وحرائق وبنايات سكنية سويت بالأرض. وفرضت السلطات حظرا على تصوير الأفراد لأي مشاهد عامة.
وأعلنت وزارة الاتصالات اليوم الأربعاء فرض قيود مؤقتة على الوصول إلى خدمات الإنترنت للمساعدة في منع "العدو من تهديد أرواح المواطنين وممتلكاتهم".
وباتت قدرة إيران على الرد بقوة على إسرائيل من خلال الضربات التي تشنها فصائل متحالفة معها بالقرب من الحدود الإسرائيلية محدودة بسبب الضربات المدمرة التي وجهتها إسرائيل لحلفاء طهران الإقليميين - حماس وحزب الله - في غزة ولبنان منذ عام 2023.