الساحة الفنية العالمية تفقد النجمة التونسية الإيطالية كلاوديا كاردينال

فقدت الساحة الفنية التونسية والعالمية ، الفنانة الايطالية، تونسية النشأة ، كلاوديا كاردينال، التي توفيت أمس الثلاثاء 23 سبتمبر، عن عمر يناهز 87 سنة.

كلاوديا كاردينال هي واحدة من أكبر نجمات السينما خلال القرن الماضي، ولدت سنة 1938 بحلق الوادي لأب إيطالي وأم فرنسية، ونشأت في بيئة اجتماعية متعددة الثقافات، بدأت مسارها نحو النجومية في سنة 1957 حين تُوجت بلقب ملكة جمال الإيطاليات بتونس.

تحصلت كاردينال على دورها السينمائي الأول سنة 1957، في فيلم تونسي فرنسي بعنوان "جحا" للمخرج الفرنسي "جاك باراتيي Jacques Baratier" من بطولة الفنان الكبير الراحل عمر الشريف وقد حاز هذا العمل جائزة خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي سنة 1958، ثم انطلقت نحو العالمية لتؤدي بطولة العديد من الأفلام من بينها "Girl with a Suitcase" سنة 1961 و The Pink Panther" 1963 وغيرها من عشرات الأعمال.

وقد كان لها حضور مهم في السينما التونسية حيث شاركت في أعمال لمخرجين تونسيين من بينها "صيف حلق الوادي" لفريد بوغدير سنة 1996 و "الخيط" لمهدي بن عطية سنة 2009 و "جزيرة الغفران" لرضا الباهي سنة 2022 وهو آخر فيلم شاركت فيه هذه الفنانة التي خلدت اسمها في تونس وخارجها.

عُرفت كاردينال بحبها لتونس بلد نشأتها، وهو ما عبر عنه في العديد من التصريحات الاعلامية ووثقته أيضا في كتابها "Ma Tunisie" الذي صدر سنة 2009 وعادت من خلاله على نشأتها في تونس وذكريات الطفولة والحنين إلى الماضي.

وتم تكريم كاردينال في عديد المناسبات آخرها في ماي 2022 في آخر زيارة لها إلى تونس (من 25 إلى 30 ماي 2022)، والتي جاءت بدعوة من بلدية حلق الوادي وجمعية "صقلية الصغرى" بالاشتراك مع وزارة الشؤون الثقافية، لتشهد حدث إطلاق اسمها، يوم 29 ماي 2022، على أحد شوارع مدينة حلق الوادي التي وُلدت وترعرعت فيها، وقد كانت تلك الزيارة عبارة عن زيارة الوداع إلى تونس التي أحبتها دائما فحرصت كاردينال على الذهاب إلى الأماكن التي تحمل فيها العديد من الذكريات بحلق الوادي كما زارت عدة مدن من تونس من بينها المهدية والقيروان وغيرها.

وسبق وأن تم تكريم كاردينال من قبل وزارة الشؤون الثقافية من خلال تنظيم معرض لها في المكتبة السينمائية بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي تحديدا يوم 21 مارس من سنة 2018 فضلا عن إقامة تظاهرة تكريمية ضمت عرض عدد من أفلامها.