مدنين: يوم إعلامي حول جودة الزيت وإجراءات التصدير

في إطار الاستعدادات لموسم جني الزيتون بولاية مدنين، نظّمت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمدنين، اليوم الثلاثاء، بمركز التكوين المهني الفلاحي بالفجاء، يوما اعلاميا حول جودة الزيت واجراءات التصدير، بحضور عدد من الفلاحين واصحاب المعاصر والهياكل المهنية  ذات العلاقة.

ويأتي هذا اليوم في إطار توصيات اللجنة الجهوية لتنظيم ومتابعة موسم جني الزيتون، ويهدف إلى تحسيس كل المتدخلين في منظومة الزيتون بشروط الحصول على زيت ذات جودة عالية قابل للترويج داخليا وخارجيا وينافس عالميا، وإلى التعريف بالممارسات السليمة لانتاج زيت زيتون عالي الجودة، وفق رئيس دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمدنين بغدادي الجراي.

ومثّل هذا اليوم فرصة للتعريف بالممارسات السليمة للحصول على زيوت ذات جودة عالية، واستعرض خلالها الباحث بمعهد الزيتونة بصفاقس اختصاص جودة زيت الزيتون ووسائل استخراج الزيت، محمد العيادي، شروط الحصول على زيوت عالية الجودة انطلاقا من الحقل، من ثمرة ناضجة وسليمة من أية شوائب، يتم جمعها حسب طرق سليمة ونقلها في وسائل صحية وظروف مناسبة لتصل الى المعصرة التي يستوجب ان تتوفر فيها شروط السلامة الصحية باعتبار ان عصر الزيتون صناعة غذائية تستوجب عدة عوامل للحفاظ على جودة الزيتون.

وأضاف أن عملية العصر تنطلق باستقبال الزيتون وتنظيفه بالغسل ثم طحنه وخلط عجين الزيتون في درجة حرارة محددة لا تتجاوز 35 درجة وفي توقيت لا يتجاوز 60 دقيقة للمحافظة على مكونات زيت الزيتون هامة، مشيرا إلى تأثير الحرارة في تبخر عدة مكونات ضرورية، وإضفائها ميزة لزيت الزيتون مقارنة ببقية الزيوت وإلى اهمية الاختيار المناسب لموعد جني الزيتون والمتزامن عادة مع فترة نضج الثمار التي تمثل فترة مثلى تتوفر خلالها الثمرة على كل المكونات.

وأكد على أهمية توفر عدّة معطيات ضرورية أثناء استخراج الزيوت وخاصة درجة الحرارة ونوعية المياه، وعلى أهمية توفرآليات التحليل الحسي للزيت، مع التحليل المخبري لتصنيف الزيت وخزنه حسب مواصفاته، حاثا اصحاب المعاصر على التخلي على عدة ممارسات من شأنها التأثير سلبا على نوعية الزيت من الجمع الى النقل فالعصر.

ومن جهته، اعتبر رئيس الفرع الجهوي لديوان الزيت بجرجيس، عادل ضو، أن الجودة تمثّل عنصرا أساسيّا وذو قيمة مضافة لزيت الزيتون، لذلك لا بدّ للفلاحين وأصحاب المعاصر من اعتماد الطرق الفنية المعروفة لتحسين الجودة، مشيرا، في هذا السياق، الى ضرورة الاهتمام بداية من الحقل بمنع استعمال العصي عند الجني، واستعمال افرشة، والاسراع في نقل الثمار في ظروف صحية، وتجنب الاكتظاظ  وابقاء الزيتون لفترة طويلة بالمعاصر.

وأكد على ضرورة أن يحرص اصحاب المعاصر على احترام المعايير المعمول بها وخاصة احترام درجة الحرارة، وتنظيف اواني خزن الزيت، وحسن اختيارها، مع الابتعاد عن البلاستيك، داعيا الى استفادة الفلاحين وأصحاب المعاصر  من المخبر الموجود بالديوان للقيام بكل التحاليل المخبرية والحسية الذوقية لتحليل زيت الزيتون او الفيتورة.

بدوره، دعا رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بجرجيس وعضو المجلس الوطني للزيتون عن ولايات الجنوب الشرقي، بنحواش وريمي، الفلاحين الى اتباع الممارسات السليمة عند جمع ونقل الزيتون، والى الاستفادة من الدورات التكوينية لاكتساب كل المعارف والمهارات الضرورية من اجل الحصول على الجودة والقدرة على التأقلم مع التغيرات المناخية.

وأكد على ضرورة تكثيف زيارات المراقبة الميدانية للمعاصر للحد من الاخلالات المطروحة وخاصة من حيث مدى احترامها لدرجة الحرارة والنظافة من أجل الحصول على زيوت ذات جودة عالية قادرة على المنافسة.

ومثل اليوم التكويني أيضا مناسبة للتعريف باجراءات تصدير زيت الزيتون، استعرضت خلالها سمية زخامة عن مركز النهوض بالصادرات، دور المركز ومهامه في الاحاطة بالمصدرين، وآليات دعمه وبرنامج المركز الترويجي لزيت الزيتون مذكرة بالاجراءات الخصوصية لدعم زيت الزيتون المعلب العادي والبيولوجي وزيت الزيتون السائب البيولوجي والسائب العادي.

كما تم بالمناسبة التعريف بشروط الانخراط في منظومة الفلاحة البيولوجية كنظام انتاج مقنن  يتبع كراسات شروط، وفي هذا الإطار استعرضت رئيس دائرة الارشاد والبرمجة في الفلاحة البيولوجية بمدنين وجدان معالي أبرز هذه الشروط مبرزة ان قطاع الزيتون يمثّل القطاع الاكثر قدرة على الدخول في النمط البيولوجي لما له من امكانيات كبرى لم تثمن بعد، حيث لا تتجاوز مساحات الزيتون البيولوجي بالجهة حاليا 712 هك زيتون بيولوجي و2 هك نباتات طبية وعطرية مع وجود معصرتين بيولوجيتين لزيت الزيتون.