غزة: فرح حزن وقلق يخيم على الفلسطينيين بعد بدء سريان وقف اطلاق النار في القطاع

غزة: فرح حزن وقلق يخيم على الفلسطينيين بعد بدء سريان وقف اطلاق النار في القطاع

خيمت مشاعر متناقضة من الفرح والحزن والقلق على الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين  الكيان الصهيوني وحركة المقاومة  (حماس) بعد حرب مدمرة استمرت عامين، وخلفت عشرات الآلاف من القتلى.

   وبعد ثلاثة أيام من مفاوضات غير مباشرة مع الكيان المحتل في مدينة شرم الشيخ المصرية، أعلنت حركة حماس في بيان فجر اليوم التوصل إلى اتفاق يقضي بـ"إنهاء الحرب على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال منها، ودخول المساعدات الإنسانية، وتنفيذ عملية تبادل للأسرى".

    ومع الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق شهدت شوارع غزة أجواء احتفال ممزوجة بالدموع، حيث خرج مئات السكان إلى الشوارع في مختلف المناطق، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ومرددين هتافات ترحب بوقف إطلاق النار.

    وقال حسين الهندي، وهو نازح من بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه يشعر بمزيج من المشاعر يصعب وصفها بعد إعلان وقف إطلاق النار.

    وأضاف  "أريد أن أبكي وأرقص في الوقت نفسه. انتهت الحرب أخيراً، وتوقف الموت الذي كان يلاحقنا كل يوم. طوال عامين لم نعرف طعماً للنوم أو للطمأنينة، كنا نعيش على أصوات الانفجارات وصرخات الجرحى".

    وتابع الهندي، وهو أب لثلاثة أطفال يقيم مع أسرته في خيمة مؤقتة منذ تدمير منزله قبل عام، "ما زلت لا أصدق أن الحرب توقفت فعلاً، أستيقظ في الصباح وأتساءل إن كانت الغارات ستعود من جديد".

    وأضاف "كل ما نريده الآن هو أن نعيش حياة طبيعية، أن نعيد بناء بيوتنا، وأن نرى أطفالنا يذهبون إلى المدرسة بدل أن يختبئوا تحت الركام".

    واستطرد قائلا بنبرة امتزج فيها الحذر بالأمل "فرحتنا كبيرة لكننا نخاف أن تكون مؤقتة. نريد وقفاً دائماً لإطلاق النار، نريد أن تنتهي هذه المأساة إلى الأبد. غزة أنهكتها الحرب، لكننا ما زلنا نؤمن أن السلام ممكن إذا صدقت النوايا".

    أما عبد المجيد هنية، وهو نازح من مدينة دير البلح، فعبّر عن ارتياحه الشديد لوقف إطلاق النار رغم خسائره الكبيرة.

    وقال الرجل الذي فقد ابنه في غارة جوية صهيونية سابقة "الموت توقف، وهذا هو الأهم. لا شيء يعوض فقدان ابني، لكن على الأقل لن يموت أطفال آخرون كما مات هو".

    وأضاف والدموع تملأ عينيه "من الصعب أن أفرح كاملاً، لكنني سعيد بأن هذه المأساة انتهت".

    ووفق وزارة الصحة في غزة، قتل أكثر من 67 ألف فلسطيني منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.

    بينما تشير الإحصاءات  الصهيونية إلى أن الهجوم المفاجئ الذي شنته (حماس) على جنوب الكيان الصهيوني في 7 اكتوبر 2023  أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز رهائن.

    وبحسب مصادر صهيونية لا تزال حركة حماس تحتجز 48 رهينة، يُعتقد أن نحو 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة.

    ورغم الأجواء الاحتفالية، فإن العديد من الفلسطينيين في القطاع أبدوا قلقهم من غموض بعض بنود الاتفاق، خاصة المتعلقة بمستقبل إدارة القطاع بعد انسحاب القوات  الصهيونية  ، ومصير سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو مطلب رئيسي يطرحه  الكيان الصهيوني لانهاء الحرب بشكل كامل.

    وقال عابد دهمان، وهو نازح من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، إن الاتفاق "يمثل لحظة تاريخية طال انتظارها"، مضيفا "كل شيء تغير هنا. غزة التي نعرفها لم تعد موجودة تقريباً، لكن هذا لا يمنعنا من الشعور بالفرح. على الأقل، سنبدأ من جديد".

    وأشار دهمان، وهو أب لخمسة أطفال فقد منزله في الحرب، إلى أنه رغم الدمار، يشعر بالامتنان لنجاة أسرته، قائلاً: "خسرت البيت وكل ما أملك، لكننا خرجنا أحياء، وهذا أعظم مكسب في هذه الحرب الطويلة".

    فيما قال المحلل السياسي من غزة حسام الدجني لـ((شينخوا)) إن الاتفاق "يشكل تحولا مهماً نحو إنهاء الحرب، لكنه لا يعني أن الصراع انتهى بالكامل".

    وأضاف "أن تطبيق بنود الاتفاق على الأرض سيحتاج إلى ضمانات دولية واضحة لضمان التزام الطرفين وعدم حدوث أي خرق محتمل".

    وشدد على أن "الضمانات يجب ألا تكون شكلية، بل فعلية ومتابعة ميدانية مستمرة، خاصة أن التجارب السابقة علمتنا أن غياب الرقابة يؤدي إلى انهيار الهدن سريعا".

    وأضاف أن "الاتفاق يمثل فرصة نادرة لإعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وإطلاق مسار لإعادة الإعمار، لكن التحدي الأكبر يكمن في اليوم التالي للحرب، أي في كيفية إدارة القطاع، وتأمين الاحتياجات الإنسانية العاجلة لمليوني مواطن فقد معظمهم مساكنهم ومصادر رزقهم".

    وتابع قائلا إن "المرحلة المقبلة تتطلب جهدا سياسيا مكثفا من جميع الأطراف الفلسطينية لتوحيد الموقف الداخلي، فالمشهد لا يحتمل الانقسام بعد الآن. هناك حاجة إلى رؤية وطنية موحدة لإعادة بناء المؤسسات، وتثبيت الأمن، وفتح المجال أمام عودة الحياة الطبيعية".

    وشدد الدجني على أن "وقف الحرب لا يعني نهاية المعاناة، فغزة اليوم تحتاج إلى أكثر من مجرد اتفاق؛ تحتاج إلى إرادة دولية تضمن عدم تكرار المأساة، وإلى مشاريع تنموية حقيقية تعيد الأمل للناس وتمنع عودة دورة العنف من جديد".

شارك:

إشترك الأن

تطاوين

17° - 27°
السبت29°
الأحد28°
الاثنين26°
الثلاثاء27°
الأربعاء28°
الخميس30°
يوم سعيد
El matinale jeunes مع سامي فرتونة
أغاني لحياة
أحلى صباح
بشائر الصباح
صباح الخير
نسائم الصباح
ورود الصباح
إذاعة القصرين
ورود الصباح

ورود الصباح

06:00 - 09:00

ON AIR
يوم سعيد
El matinale jeunes مع سامي فرتونة
أغاني لحياة
أحلى صباح
بشائر الصباح
صباح الخير
نسائم الصباح
ورود الصباح
إذاعة القصرين