السينما التونسية تطمح إلى التانيت الذهبي الحادي عشر في أيام قرطاج السينمائية 2025

تدخل السينما التونسية غمار المشاركة في المسابقة الكبرى للدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية (13 - 20 ديسمبر 2025) ، ممثلة في هذه المسابقة بثلاثة أفلام هي "سماء بلا أرض" لأريج السحيري و"صوت هند رجب" لكوثر بن هنية و"وين يأخذنا الريح" لآمال قلاتي، وذلك من أجل الظفر بالجائزة الكبرى (التانيت الذهبي) لهذه الدورة والتتويج بالتانيت الذهبي الحادي عشر منذ إحداث هذه التظاهرة السينمائية سنة 1966.
وسيتسابق هذه الأفلام التونسية الثلاث الفيلمان على الجائزة الكبرى رفقة أفلام "ظل أبي" (نيجيريا) و"ملكة القطن" (السودان) و"إركالا: حلم كلكامش" (العراق) و"ديا" (التشاد) و"هجرة" (المملكة العربية السعودية) و"كولونيا" و"القصص" (مصر). وتسجل السينما الأردنية حصورها بفيلم "غرق" وتشارك الجزائر بفيلم "رُقية"، إلى جانب حضور بوركينا فاسو بفيلم "كاتانغا: رقصة العقارب" و"كان يا مكان في غزة" من دولة فلسطين.
وتحتكم أفلام هذه المسابقة إلى لجنة ترأسها المخرجة الفلسطينية نجوى نجار وتضم في عضويتها جون ميشيل فرودون (فرنسا) ولطفي عاشور (تونس) و"كانتاراما غاهيغيري" (رواندا) ولطفي بوشوشي (الجزائر).
وكانت السينما التونسية حازت على الجائزة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية في 10 مناسبات منذ إطلاق التظاهرة سنة 1966، كانت آخرها في دورة 2024 عندما فاز فيلم "الذراري الحُمر" للمخرج لطفي عاشور بالتانيت الذهبي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة للمهرجان.
// "السفراء" أول فيلم يهدي تونس التانيت الذهبي
ويعدّ الناصر القطاري أوّل المخرجين الذين منحوا تونس هذه الجائزة، وقد كان ذلك سنة 1976 من خلال فيلمه "السفراء"، وهو عمل يتطرّق إلى ظاهرة الميز العنصري الذي يتعرّض إليه العمال الأفارقة والعرب في أوروبا. ثمّ توجت تونس مجدّدا بالتانيت الذهبي لمسابقة الأفلام الطويلة سنة 1980، بشريط "عزيزة" لعبد اللطيف بن عمار، أي بعد دورة واحدة من أوّل جائزة حصدتها في هذه التظاهرة، باعتبار أنها كانت تقام مرّة كلّ سنتين إلى حدود سنة 2014، حيث أصبحت سنوية بداية من ذلك التاريخ.
وبعد دورتين متتاليتيْن، عادت السينما التونسية مع المخرج النوري بوزيد لتتوّج بالجائزة الكبرى للمهرجان، وذلك سنة 1986، من خلال فيلم "ريح السد". ولم يمض على هذا التتويج سوى دورة واحدة، حتى جدّدت السينما التونسية المصافحة للتانيت الذهبي سنة 1990، وقد أُسند لفيلم "عصفور السطح" للمخرج فريد بوغدير، وهو أول عمل روائي طويل له.
// مفيدة التلاتلي أول مخرجة في العالم العربي وإفريقيا تتوج بالتانيت
ودخلت السينما التونسية مجددا التاريخ سنة 1994، بعد أن حازت المخرجة مفيدة التلاتلي جائزة التانيت الذهبي بفيلمها "صمت القصور"، لتكون بذلك أول مخرجة في العالم العربي وإفريقيا تتوّج بهذه الجائزة، منذ تأسيس أيام قرطاج السينمائية. وغابت الجائزة الأولى للمهرجان عن تونس في دورات 1998 و2000 و2004، ليتجدّد تتويج تونس بالتانيت الذهبي مع المخرج النوري بوزيد وذلك سنة 2006، بفضل فيلمه "آخر فيلم"، وهي الجائزة السادسة في تاريخ مشاركات السينما التونسية في أيام قرطاج السينمائية.
وانتظرت السينما التونسية 10 سنوات، ليتحقق الحلم مجددا سنة 2016 مع الفيلم الوثائقي الطويل "زينب تكره الثلج" للمخرجة كوثر بن هنية، وهي ثاني مخرجة تونسية تتوج بالذهب في تاريخ المهرجان. وفي سنة 2018 عادت السينما التونسية إلى منصة التتويج من خلال الفيلم الروائي الطويل "فتوى" للمخرج محمود بن محمود. وفي الدورة الموالية سنة 2019، أصبحت هند بوجمعة ثالث امرأة تتوج بالجائزة الكبرى بعد فوز "نورا تحلم".
وبعد إلغاء جوائز الدورة 31 لسنة 2020 والاقتصار على عرض الأفلام فقط بسب جائحة كورونا، غاب التتويج بالتانيت الذهبي على السينما التونسية في الدورتين 32 سنة (2021) و33 سنة (2022). ثم ألغيت الدورة 34 سنة 2023 بسبب تضامنا مع فلسطين بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي سنة 2024 وخلال الدورة 35 من هذه التظاهرة، أهدى المخرج السينمائي لطفي عاشور التانيت العاشر للسينما التونسية من خلال فيلمه "الذراري الحُمر" الذي تدور أحداثه في جبال مغيلة من ولاية سيدي بوزيد سنة 2015، وهو عمل مستوحى من أحداث حقيقية وينقل سياقا اجتماعيا قاسيا، حيث يطرح قصة أبناء عائلة "السلطاني" من ولاية سيدي بوزيد الذين راحوا ضحية للإرهاب في فاجعة هزت المجتمع التونسي.
ويتجدد الحلم بالتتويج بالتانيت الذهبي في الجائزة الكبرى وفي بقية أقسام مسابقة هذه الدورة التي ستفتتح هذا السبت 13 ديسمبر وتتواصل حتى يوم 20 من هذا الشهر.





12° - 17°









