تشخيص أوّلي لمنظومة الذكاء الاصطناعي في تونس: التشريعات الوطنية في حاجة الى مزيد من التحيين والتجديد (دراسة)

- تحتاج التشريعات التونسية المتعلقة بمجال الذكاء الاصطناعي إلى مزيد من التحيين والتجديد، وفق تشخيص قام به ثلة من الخبراء في إطار دراسة حول منظومة الذكاء الاصطناعي في تونس، أنجزتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" اليونسكو"، وقٌدمت نتائجها الأولية خلال ملتقى حول "البحث العلمي وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي" انتظم اليوم الاربعاء بالعاصمة، ببادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية.
وأفاد الخبير في الاتصالات هشام بسباس المشارك في انجاز هذه الدراسة، بأن اليونسكو انطلقت منذ شهر اوت المنقضي في انجاز دراسة حول منظومة الذكاء الاصطناعي في تونس، أظهرت نتائجها الاولية المتعلقة بمرحلة التشخيص، تأخر التشريعات التونسية مقارنة بالتشريعات الدولية في هذا المجال.
وأضاف بسباس في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، على هامش الملتقى، ان هذا التشخيص توصل الى إن تونس تحتاج ايضا إلى تعزيز منظومتها الوطنية المتعلقة بحماية البيانات وتخزينها، كما انها مدعوة إلى مزيد الترويج لكفاءاتها وقدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي بهدف تثمينها ومزيد تعزيزها.
في المقابل تسجل تونس تقدما في مجال اقبال طلابها على دراسة مجالات الإعلامية والتكنولوجيا عموما، وفي جانب المنشورات العلمية المتخصصة في هذا المجال، كما انها تسجل تقدما في مجال الربط بالانترنات، حسب الدراسة ذاتها.
ومن جانبه كشف رئيس ديوان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مراد بالاسود، أن الوزارة تشتغل حاليا على اعداد مذكرة تحتوي على توصيات ومؤشرات تتعلق بالاستعمال الآمن للذكاء الاصطناعي في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، معلنا عن اطلاقها خلال الاشهر القليلة القادمة.
واضاف ان الوزارة تعمل على تحديث البرامج الأكاديمية من خلال إدراج وحدات في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والتحول الرقمي بشكل تدريجي، وإنشاء وتعزيز المخابر المتخصصة في التكنولوجيات الحديثة.
كما تعمل الوزارة على التكوين المستمر للأساتذة الباحثين لتمكينهم من التكيف مع الأدوات والأساليب العلمية الجديدة في علاقة بالذكاء الاصطناعي، فضلا عن تطوير المهارات الرقمية لدى الطلبة والباحثين الشبان من أجل إعداد جيل قادر على التطور داخل اقتصاد قائم على البيانات.
وخلص بالاسود إلى أن وزارة التعليم العالي تتطلع الى تعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع المعايير الدولية، لضمان أن تبقى الابتكارات التكنولوجية في خدمة الإنسان والتنمية المستدامة.
ومن جانبه افاد مدير المكتب الاقليمي لليونسكو في منطقة المغرب العربي، شرف احميميد بأن اليونسكو تعتزم تنفيذ جملة من البرامج في تونس انطلاقا من سنة 2026 في مجال دعم الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي، من بينها تنظيم دورات تكوينية لفائدة مدرسي التكوين المهني والشباب المتحصل على شهائد عليا، من اجل تطوير مهاراتهم في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي.
وسجل الملتقى مشاركة ثلة من الباحثين والجامعيين والخبراء الدوليين ومختلف الفاعلين في المنظومة الرقمية، لمناقشة الرهانات العلمية والبيداغوجية والأخلاقية المرتبطة بتطوّر الذكاء الاصطناعي في تونس.
ومن المنتظر ان يتمخض هذا الملتقى عن جملة من التوصيات المتعلقة بالاستخدامات الآمنة والمسؤولة للذكاء الاصطناعي وتعزيز إدماجه في منظومة التعليم والبحث والابتكار.





10° - 18°








