مدنين: توصيات هامة ومداخلات علمية وقانونية وفنية تحسيسية تؤثث فعاليات ندوة جهوية حول الأمن السيبرني في الوسط المدرسي

نظّمت المندوبية الجهوية للتربية بمدنين بالشراكة مع الوكالة الوطنية للسلامة السيبرنية، اليوم الاثنين، بمقر مركز "أليف" بجربة حومة السوق ندوة جهوية بعنوان "الأمن السيبرني في الوسط المدرسي المخاطر والتحديات".
وتمخّضت عن الندوة عدة توصيات ومقترحات لتنمية الوعي والتوقي من المخاطر السيبرنية خاصة في الوسط المدرسي، من أهمّها تكثيف الحلقات التكوينية حول المخاطر والتهديدات السيبرنية، وتنظيم ندوات مماثلة تستهدف التلميذ والأولياء، وندوات أخرى عن بعد لضمان استفادة أكبر عدد من المعنيين، الى جانب الدعوة الى بعث نوادي للتربية الرقمية بالمؤسسات التربوية وتشجيع أية مبادرة في المجال.
كما تقرّر أن تنطلق الوكالة الوطنية للسلامة السيبرنية غدا في عمليات تحسيسيّة وتوعوية بمؤسسات تربوية بجربة وجرجيس مواصلة لبرنامج نفذته في عدة مؤسسات تربوية بالجهة وبمختلف ولايات الجمهورية، علما أن الوكالة أبدت استعدادها الى اي تكوين معمق او تظاهرات مماثلة مع وضع كل الومضات التحسيسية على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" على ذمة الأسرة التربوية لاستغلالها، وذلك استجابة لطلبات عدد من المشاركين.
وجاء تنظيم هذه الندوة في اطار الجهود المشتركة الرامية الى حماية الناشئة في الفضاء السيبرني باستعمال واع ومسؤول للتكنولوجيا وبطريقة آمنة من اجل مستقبل سيبرني آمن ومتوازن، وللتوقي من المخاطر الالكترونية التي تهدد الطفل والتلاميذ، وللخروج بخطة جهوية لتنفيذها بالمؤسسات التربوية، وفق المندوب الجهوي للتربية بمدنين توفيق بن محمود.
ومن جهته، أبرز خليل السعيدي مدير مساعد تكنولوجيات الاتصال والمعلومات بالمندوبية الجهوية للتربية بمدنين والمسؤول عن اللجنة الجهوية للسلامة المعلوماتية بالمندوبية، أن اهذه الندوة تتنزل في اطار جهود التوعية والتحسيس بالمخاطر السيبرنية ونشر ثقافة للوقاية من هذه المخاطر والتهديدات المطروحة، وفتح مجال للتواصل.
وتولى السعيدي، في مداخلة قدمها بالمناسبة، تعريف العالم الافتراضي والفرق بينه وبين العالم الواقعي، وما يطرحه العالمان من مخاطر وتهديدات مماثلة.
واعتبرت المتصرفة بالوكالة الوطنية للسلامة السيبرنية أسماء الجراحي، أن تنظيم مثل هذه اللقاءات يمثّل فرصة للتواصل ولتعميق الحوار من أجل حماية الاطفال من مخاطر الفضاء السيبرني مواصلة لعمل تحسيسي وحملات انطلقت منذ شهر نوفمبر المنقضي شملت مختلف المندوبيات كشركاء في هذه الدورات التكوينية والتحسيسية، مشيرة الى الجهود التي بذلتها الوكالة من خلال حملتها الوطنية لحماية الاسرة والطفل في الفضاء السيبرني والمنتدى الوطني في أكتوبر.
ولفتت الى العمل المشترك بين كل المتدخلين لوضع استراتيجية وطنية للامن السيبرني 2026 - 2030 لحماية الاطفال من مخاطر الفضاء السيبرني من احتيال الكتروني وتنمر وابتزاز وتحرش وغيرها، والتي بلغت لمساتها الاخيرة وسيكون فيها جانب مهم للتحسيس والتوعية حماية للفضاء الوطني من افراد ومؤسسات، وفق قولها.
وتميّزت هذه الندوة، التي سجلت حضورا هاما، بتقديم مادة علمية هامة ومعطيات منها القانونية ومنها التقنية وأخرى إرشادية تحسيسية وتوعوية تقي من عدة مخاطر سيبرنية مطروحة أكد المشاركون على أهميتها وعلى ضرورة المشاركة في نشرها لتعمّ الفائدة.
يشار إلى أن أشغال هذه الندوة انطلقت بفيديو مساهمة من معهد ابن رشد بجربة ميدون حول قصة قصيرة لتلميذ تغيرت حياته وسلوكه بمجرد ان دخل الى لعبة على جهاز الكمبيوتر كانت بمثابة فخ، إذ أصبح يتلقى تهديدات بعدم الإفصاح عن بعض الأمور، الا انه في الاخير تكلم وايقن أن عائلته تمثّل السند الحقيقي بعد أن ساعدته على تخطّي خطر هذه التهديدات، موجّها رسالة "تكلّم لا تبقى وحدك فالسلامة تبدأ بكلمة" وهو ما أكده المتدخلون من خلال التشديد على أهمية التواصل داخل الاسرة وفتح قنوات الحوار والتربية الرقمية.




11° - 19°









