مؤسسة فداء تحيي الذكرى 15 للثورة.. وتعلن عن مشروع "سجل وطني لشهداء الثورة"

أحيت مؤسسة فداء، اليوم الثلاثاء، الذكرى الخامسة عشرة لثورة 17 ديسمبر، بتنظيم يوم إعلامي بمقر الأكاديمية الديبلوماسية الدولية بتونس، تحت شعار "مؤسسة فداء وفاء لأرواح الشهداء".
ومؤسسة فداء هي مؤسسة عمومية تعنى بالإحاطة بضحايا الإرهاب وبأولى الحق من شهداء الثورة وجرحاها .
وأكّد رئيس المؤسسة أحمد جعفر، لدى افتتاحه هذا اليوم الإعلامي، أنّ المؤسسة عملت على إرساء مقاربة جديدة في التعامل مع ملف شهداء وجرحى الثورة، قوامها النجاعة والايفاء بالعهود وإيصال الحقوق إلى أصحابها، إضافة إلى ترسيخ مقومات المشروع الوطني.
وقال "إنّ ردّ الحقوق الى أصحابها مسؤولية جسيمة، لكن الايمان بالمشروع كان أكبر"، مضيفا أنّ دعم بقية الهياكل العمومية وتفاعلها الايجابي سهّل الطريق أمام تحقيق الأهداف المرجوة، حيث كان عدد المستفيدين في بداية عمل المؤسسة بضع عشرات أو مئات قبل أن يصبح هناك اليوم 2900 مستفيد من خدمات المؤسسة، وهو رقم مرجح للارتفاع بداية سنة 2026 ، وفق تقديره.
كما أفاد بأنّ المؤسسة أنفقت 5ر5 مليون دينار في شكل تحويلات مالية مباشرة للمستفيدين في شكل جرايات أو منح، مبرزا ضرورة الإعلان اليوم عن تجاوز البعد المادي في الرعاية والاحاطة، والمرور الى البعد الرمزي وتقاسم معاني الثورة ونقل قيمها الى الأجيال القادمة.
وتطرق في هذا الجانب، إلى المعرض الوثائقي الذي نظمته المؤسسة اليوم بفضاء الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس، بالتعاون مع مؤسسة الارشيف الوطني ووكالة تونس إفريقيا للأنباء، والذي تضمّن صورا ولوحات تخلّد للثورة التونسية وأحداثها، وتعرّف بعدد من شهداء الثورة، قصد توجيه رسالات معنوية حول قيم الثورة للأجيال القادمة.
كما أكّد رئيس المؤسسة، إعداد مشروع "سجل وطني لشهداء الثورة" يكون مرجعا توثيقيا لحفظ الذاكرة الوطنية وتثمين تضحيات الشهداء واستلهام المعاني من مسيرتهم التي استشهدوا خلالها، مؤكدا أن هذا السجل سيكون مرجعا تاريخيا وتروبيا للأجيال القادمة، يبرز البعد الانساني ويقدم نماذج في العطاء والتضحية.
بدوره، ثمّن وزير التشغيل والتكوين المهني رياض شوّد، دور الهيئات العمومية والبنك التونسي للتضامن ومؤسسة فداء والمؤسسات الوطنية في ترسيخ الخيارات المتعلقة بالتشغيل والتي كرسها الدستور، وإرساء رؤية سياسة تضامنية تشاركية، تهدف الى مكافحة كل مظاهر الانتقائية وتضمن فرص الادماج لأبناء الوطن الواحد .
وقال إن الاحتفال اليوم، يتميز بتجسيد أهم شعارات الشغل من خلال تقديم إشعارات تمويل لفائدة منظوري مؤسسة فداء الراغبين في إحداث مشاريع، بعد أن تولت مصالح التكوين مرافقتهم والاحاطة بهم، وهي تجربة أولى في التعامل بين الوزارة والمؤسسة .
وعبر عن الالتزام بمواصلة الإحاطة بمنظوري المؤسسة، وصياغة سياسة تشغيلية تضمن لهم الحياة الكريمة، والحرص على المضي قدما في ادماجهم اقتصاديا لضمان مورد رزق قار وعمل لائق ومكانة اجتماعية تليق بما قدموه من تضحيات.
وتمّ خلال الندوة، إمضاء مجموعة من الاتفاقيات تتعلق بفتح آفاق اقتصادية وإعادة الإدماج في الحياة النشيطة والاقتصادية تتعلق بهياكل التمويل والدعم، وكذلك مع وزارة الصحة لاعداد بطاقة علاج ووضع منظومة خاصة لحسن التعهد بجرحى الثورة وعائلاتهم في المستشفيات العمومية التونسية.
وأبرمت الاتفاقيات بين مؤسسة فداء وكل من وكالة النهوض والاستثمارات الفلاحية، والوكالة الوطنية للنهوض بالتشغيل والعمل المستقل، ووكالة النهوض بالصناعة والتجديد، والوكالة التونسية للتشغيل المهني، إضافة إلى اتفاقية شراكة مع الغرفة الوطنية لهياكل التشغيل الخاص وكذلك وزارة الصحة.
وصرح المدير العام للبنك التونسي للتضامن خليفة السبوعي، في هذا الصدد، بأنّه تمّ التركيز في هذا اليوم الإعلامي على الجانب الذي يعنى بالادماج الاقتصادي، من خلال إقرار الدولة لخط تمويل ضمن قانون المالية لسنة 2024.
وأوضح أنّه تمّ اليوم تقديم حصيلة الانجازات المتمثلة في 2 مليون دينار لفائدة 29 منفتعا من ضحايا الثورة والجرحى وعائلات الشهداء ضحايا العمليات الارهابية، مبيّنا أنّ هذا اليوم الإعلامي يعد مناسبة لإبرام اتفاقيات المرافقة وتقديم دفعة من إشعارات التمويل .
كما أكّد أنّ البنك تعهّد بإجرائين هامين، يتعلق الأوّل بمرافقة المتحصلين على الموافقة بتمويل إضافي في شكل مال متداول، في حدود 20 بالمائة من كلفة المشاريع، لضمان استدامة المشاريع والمحافظة على مواطن الشغل، ويتصل الثاني بالملفات التي لم تتحصل على تمويل، من خلال تمويلها بشروط تفاضلية بالشراكة مع المؤسسة ووزارة التشغيل.
يشار إلى أنّه تمّ خلال هذا اليوم الإعلامي، عرض فيلم وثائقي قصير تضمّن لقطات عن الثورة ومسار تركيز مؤسسة فداء من سنة 2023 إلى سنة 2024 ، وعرض حول نشاطها سنة 2025 وحول السجل الوطني لشهداء الثورة، إضافة إلى عروض من طرف تلاميذ المدارس المحيطة بمؤسسة فداء (المنار 2 والمنزه 9) .
كما تمّ تقديم عروض حول المستفيدين من البرنامج الإقتصادي من طرف ممثل عن مؤسسة فداء، وكذلك حول المشاريع الممولة من طرف ممثل عن البنك التونسي للتضامن.





13° - 19°







