أيّام الاستثمار بجزيرة جربة من أجل منصة للتحاور والتفكير المشترك وبناء شراكات مثمرة

اعتبر رئيس المجلس الوطني للجهات والاقاليم، عماد الدربالي، أيّام الاستثمار، في دورتها الثانية بولاية مدنين، "فرصة متجددة لخلق منصة حيوية للتشاور وتبادل المعرفة واستشراف افاق الاستثمار في ولاية مدنين بامكانياتها المتنوعة وفق لدى افتتاحه اشغال التظاهرة".
وأكّد في افتتاح التظاهرة، التّي انطلقت، الخميس، تحت شعار "مدنين بوابة الاستثمار الذكي"، بجزيرة جربة وتتواصل على مدى ثلاثة أيّام، أن هذا الموعد يمثل، أيضا، منصّة استراتيجية، لتسليط الضوء، على ما تزخر به ولاية مدنين، من امكانيات وكفاءات وموقع استراتيجي تفتح افاقا واسعة للتجارة والابتكار وتؤهلها لان تكون قطبا تنمويا متعدد المجالات ورافدا حيويا للاقتصاد الوطني.
ويأتي ذلك بحسب، الدربالي، ضمن رؤية متكاملة تعتمد على ميزات المنطقة والتوازن بين التنمية المحلية والمتطلبات الوطنية. واعتبر ان شعار التظاهرة يعكس التوجه الحديث نحو اعتماد نماذج استثمارية مبتكرة تعزز الابتكار والتطوير التكنولوجي وتواكب متطلبات العصر الرقمي، خاصّة، في فترة أصبح فيها الاستثمار الذكي خيارا استراتيجيا لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستديمة وتعزيز القدرة التنافسية.
واكد رئيس الغرفة الثانية للبرلمان أنّ أيّام الإستثمار فرصة للاطلاع على المعطيات والمبادرات، التّي يمكن الاستناد اليها في اعداد المخططات التنموية المستقبلية، والمساعدة على تحديد الاولويات وتصميم البرامج التنموية المتكاملة، وتقييم اثر السياسات السابقة. كما أنّها تشكل مجالا لاستشراف تحديات المستقبل وبلورة استراتيجيات مبتكرة للتنمية المستديمة.
واعتبر والي مدنين، وليد الطبوبي، من جهته، أنّ أيّام الاستثمار، منصّة للتلاقي والتفكير المشترك، وبناء الشراكات المثمرة والفعليّة، وطرح مشاريع واقعية ودعم التنمية الاقتصادية بولاية مدنين، وفرصة للترويج للجهة، كوجهة استثمارية متميزة وتأكيد مرافقة الدولة لكل المبادرات الجادة، التّي تخلق الثروة. وأوضح الطبوبي أنّ شعار التظاهرة يعد تعبيرا عن رؤية تنموية شاملة لجهة اختارت مواكبة تحديات العصر والاستثمار الذكي في الشباب وفي الابتكار والاستدامة وضمان قدرة اقتصاد الجهة على التكيف مع الازمات والتغيرات.
وابرز أنّها، أيضا، فرصة لجعل ولاية مدنين فضاء لتجسيد هذه الرؤية التنموية ودفع الاستثمار الذكي في القطاعات ذات القيمة المضافة واحداث نقلة تنموية حقيقية تغير موقع ولاية مدنين في الخارطة الاقتصادية الوطنية، من جهة تنتظر المشاريع، إلى جهة تخلق الفرص، وتحدد المعايير، وتصنع شروط الاستثمار. وذكر بالامكانيات المتاحة بالجهة والفرص الاستثمارية الحقيقية بها، وما تمثله من فضاء انتاج وتنمية في موقع جغرافي استراتيجي يربط العمق الافريقي بالفضاء المتوسطي، ومساحة هامّة واطول شريط ساحلي بالبلاد، فضلا عن 3 معابر ومناطق صناعية وفضاء للانشطة الاقتصادية بجرجيس، ومنطقة حرة للانشطة التجارية واللوجستية ببن قردان وقطب تكنولوجي لتثمين ثروات الصحراء، و4 مراكز عمل عن بعد ومؤسسات اقتصادية في عدّة قطاعات ومؤسسات للتعليم العالي، والتكوين المهني والبحث العلمي وغيرها من المقومات الهامة، التّي تطرح فرصا كبرى.
وأبرز رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، سمير ماجول، في اليوم الأوّل من انطلاق، أيّام الاستثمار بالجزيرة، اهتمام كافّة الدول والمستثمرين والباحثين والخبراء بالاستثمار الذكي، الذي يشكل أحد أبرز الخيارات في العالم بظهور المدن الذكية كمراكز للابتكار، معتبرا ان مدنين بوابة الاستثمار الذكي هو طموح، مشروع يهدف الى تحويل المدينة الى قطب للمشاريع الذكية والتكنولوجيات الحديثة، ودعوة لتكثيف التقارب والتعاون والتكامل بين القطاعين العام والخاص وفرصة لاثبات أهمية هذه الشراكة وقدرتها في تحقيق مشاريع تنموية حيوية وذات قيمة مضافة عالية.
وقال ان طريق الاستثمار الذكي ليست سهلة لكنّها واعدة تتطلب الاستثمار في الابتكار، وخاصّة الابتكار المفتوح وتعزيز الصناعة الذكية القائمة على نظام بيئي وتكنولوجي، والاستثمار في المهارات والمواهب القادرة على استغلال التقنيات وتدريب المهندسين والتقنيين والاطارات على التفكير بمنطق الانظمة الذكية، والتعامل مع الالات والاستباق والابتكار والجمع بين التكنولوجيا والرؤية الانسانية.
وشدد على حاجة التجديد ومواكبة التكنولوجيا والمراهنة على المعرفة وخلق القيمة المضافة واقتحام مجالات المستقبل الى تحرير الاستثمار واطلاق المبادرة ومساندة الباعثين الشبان واصحاب المؤسسات الناشئة كثروة تونس الحقيقية الى جانب تطوير البنية التحتية اللوجستية الداعمة للمشاريع الذكية واستقطاب الاستثمار الخارجي وخلق اليات لتمويل الاستثمار الذكي والذكار الاصطناعي وملاءمة التعليم والتكوين المهني مع المهن الذكية وربط شراكات مع المؤسسات الاجنبية في قطاع التكنولوجيا واقتصاد المعرفة.
ومن جهته ابرز المدير العام للبنك الوطني الفلاحي، احمد بن مولاهم، الامكانيات، التي تتيحها ولاية مدنين في مجال الاستثمار الذكي سواء في الفلاحة الذكية، من خلال مشاريع عملية كالضيعات الذكية المعتمدة على الري الذكي، والتحكم الرقمي في استهلاك المياه والزراعات الملائمة للمناخ الجاف، على غرار الزيتون والنباتات الطبية والعطرية ووحدات تثمين المنتوجات الفلاحية والاستثمار في الفلاحة البيولوجية، الى جانب الاستثمار الذكي في الطاقة وخاصة من خلال محطات الطاقة الشمسية الفلاحية لتشغيل الضخ، والتبريد ومشاريع الطاقة اللامركزية لفائدة الضيعات، والمناطق الريفية وحلول تخزين الطاقة لدعم الاستقرار الطاقي في الانشطة الفلاحية واللوجستية.
وشدد على اهمية الاستثمار الذكي في اللوجستيك من خلال منصات لوجستية رقمية لتجميع وتخزين وتوزيع المنتوجات الفلاحية ووحدات تبريد ذكية موجهة للتصدير وتطوير خدمات نقل ذكية، تقلص الكلفة وتحسن النفاذ الى الاسواق. وأكّد استعداد البنك الوطني الفلاحي لمرافقة المستثمرين بالجهة عبر حلول تمويلية مرنة ومكيفة مع خصوصيات المشاريع الذكية ومرافقته التقنية والمالية في جميع مراحل الاستثمار ودعم الشباب وتشجيع الشراكات.
تقييم نتائج الدورة الأولى من أيّام الإستثمار
ومثلت الجلسة الافتتاحية مناسبة لاستعراض نتائج ايام الاستثمار الاولى، التّي انتظمت في شهر فيفري 2025، وما تلاها من يوم للشراكة والتمويل اسفر عن تمويل 19 مشروعا في الفلاحة والصيد البحري، و22 مشروعا في الصناعة والخدمات وذلك من جملة 72 مشروعا حظي باهتمام البنوك في انتظار استكمال الملفات الخاصّة بها، بقيمة 172 مليون دينار، منها 52 مشروعا تمت المصادقة عليها، بمبلغ قدره 87 مليون دينار.
كما تم في هذا اليوم الاول اسناد جوائز لافضل مشروع للتسويق في المجال الفلاحي ولافضل مشروع مستدام وافضل مشروع لدعم المجتمع المحلي وافضل مشروع رقمي الى جانب الاعلان عن انطلاق هاكاتون مدنين تبتكر لاشناء علامة تسويقية لولاية مدنين بين 25 مترشحل لهذه المسابقة سيتم في اختتام ايام الاستثمار الاعلان عن الفائز.
وانتظمت على هامش ايام الاستثمار معارض حول الصناعات التقليدية وأهم الهياكل والادارات والمؤسسات التمويلية عرفت بانشطتها ومجالات تدخلها اضافة الى تنظيم فقرات تنشيطية مختلفة منها الغنائية والتراثية والمسرحية حول صعوبات التمويل وعجز الشباب عن بعث المشاريع وغياب التواصل.




8° - 14°

