تونس تلاقي غدا وديا افريقيا الوسطى: من اجل تركيز ثوابت هجومية تقطع مع فكر التحفظ الدفاعي

يختتم المنتخب التونسي لكرة القدم غدا الاثنين سلسلة مقابلاته الودية التحضيرية لبقية مشواره بالتصفيات الافريقية المؤهلة الى مونديال 2026 بملاقاة منتخب جمهورية افريقيا الوسطى بمدينة الدار البيضاء المغربية بداية من الساعة الثامنة ليلا.
وبعد الانتصار في المباراة الودية الأولى امام بوركينا فاسو 2-صفر في رادس يوم الاثنين الماضي، تعثر أبناء المدرب سامي الطرابلسي في الاختبار الودي الثاني امام المغرب بثنائية نظيفة في فاس يوم الجمعة الفارط في دربي مغاربي لم يرتق خلاله المردود العام الى المستوى المأمول اذ طغى التحفظ الدفاعي على أداء الفريق وسط اخفاق ذريع على مستوى التنشيط الهجومي في غياب اليات صنع اللعب والعناصر القادرة على خلق الفارق والعمق في مناطق المنافس ليبقى المنتخب مجددا حبيس ارث أسلوبه الفني الذي اشتهر به في المواجهات القوية القائم أساسا على منح الأولوية لتامين الواجبات الدفاعية على حساب المبادرة بالهجوم.
قد يكون مستوى الرصيد البشري الحالي الذي بحوزة الناخب الوطني عائقا لتركيز منظومة هجومية على درجة من الفاعلية لكن حصر هذا القصور في مجرد نقص جودة المستوى الفني لدى عناصر المقدمة فيه نوع من الغاء المسؤولية الملقاة على عاتق الجهاز الفني المحمول عليه في جميع الأحوال استنباط سبل حسن توظيف إمكانيات اللاعبين مهما كانت حدودها وتعويض مواطن الوهن في بعض المراكز باختيارات تكتيكية ملائمة وتشكيلة مناسبة.
ومن هذا المنطلق، تكتسي مثل هذه المقابلات الودية امام جمهورية افريقيا الوسطى أهمية بالغة باعتبارها توفر أرضية للاشتغال على تدارك هكذا نقائص وبلورة تصورات فنية تساعد على إرساء فكر هجومي بنماذج مختلفة تراوح بين الهجمة المركزة والخاطفة وتأخذ بعين الاعتبار السيطرة على مساحات الملعب بالانتشار الصحيح واللعب بين الخطوط مع الدفع في اتجاه منح أكثر حرية لبعض اللاعبين لتوفير المعاضدة من الخلف وخلق التفوق العددي.
وتعد مواجهة منتخب جمهورية افريقيا الوسطى المتواضع قاريا فرصة امام المنتخب التونسي لاسترجاع الثقة واستعادة ديناميكية الفوز بما يمكنه من كسب نقاط إضافية على درب مزيد تحسين ترتيبه في تصنيف الفيفا.
وفي ظل المردود الباهت الذي رافق بعض اللاعبين في المقابلة الأخيرة، فانه من المرشح جدا ان يتم احداث بعض التغييرات اذ ينتظر ان يعوض حازم المستوري فراس شواط في خطة قلب هجوم مقابل إعادة تثبيت سيف الله اللطيف في التشكيلة الأساسية للاستفادة من توغلاته وحيويته على الرواق. كما قد يمنح الإطار الفني مجموعة من العناصر الأخرى فرصة أكثر للعب على غرار مرتضى بن وناس وخليل العياري ويوسف سنانة ومحمود غربال حتى يتسنى له تقييمهم والوقوف على مدى قدرتهم على تقديم الإضافة في الفترة المستقبلية مع امكانية اراحة الحارس ايمن دحمان والاعتماد على احد البدلاء الاخرين من بين الثلاثي سامي هلال ونور الدين الفرحاتي وعبد السلام الحلاوي.
وبالعودة الى سجل المواجهات بين المنتخبين، يقتصر الامر على مباراة ودية واحدة أقيمت بتاريخ 29 ماي 2011 بالملعب الأولمبي بسوسة وانتهت لفائدة منتخب"نسور قرطاج" بثلاثية نظيفة تحت اشراف المدرب الحالي سامي الطرابلسي. ولا يملك منتخب جمهورية افريقيا الوسطى صاحب المركز 135 عالميا اي انجازات تذكر اذ لم يسبق له التاهل لكاس العالم وكاس افريقيا للامم وهو يقبع في المركز قبل الاخير ضمن المجموعة الافريقية التاسعة المؤهلة الى مونديال 2026 على بعد 10 نقاط كاملة من غانا المتصدرة لكنه تمكن خلال اخر اختبار ودي من الفوز على نظيره الموريتاني 2-1 يوم الجمعة الماضي بالدار البيضاء.